الدولار يتراجع أمام اليورو والأسترالي وسط بيانات صينية إيجابية ومخاوف ائتمان أمريكية شهد الدولار الأمريكي تقلبات ملحوظة خلال تعاملات الاثنين، حيث ارتفع مقابل الين الياباني بفعل التطورات السياسية في طوكيو وأوروبا، رغم استمرار القلق من مخاطر الائتمان الأمريكية، فيما تأثر الدولار أمام اليورو والدولار الأسترالي ببيانات اقتصادية صينية إيجابية أدت إلى تراجع العملة الأمريكية.
تأثير التطورات السياسية اليابانية على الدولار والين
شهدت الأسواق تحولات مهمة إثر الإعلان عن اقتراب ساناي تاكايتشي من رئاسة الوزراء في اليابان، وهي شخصية تدعم بقوة سياسات التحفيز المالي والنقدي، وحصلت على دعم حاسم من ائتلاف جديد مع حزب الابتكار الياباني اليميني، ما أثار مخاوف المستثمرين من زيادة الإنفاق الحكومي وتأثير ذلك سلبيًا على الين الياباني، مما ساهم في تراجع العملة المحلية بداية الجلسة. وصرح لي هاردمان، كبير اقتصاديي العملات في بنك MUFG، بأن الأسواق ستراقب بدقة الخطط المالية التي ستعتمدها الحكومة الجديدة، حيث يتضح أن توجهات السياسة النقدية ستشكل مسار الين في المستقبل القريب. وبالرغم من ذلك، دعم عضو بنك اليابان هاجيمي تاكاتا العملة اليابانية بدعوته إلى رفع أسعار الفائدة، غير أن هذا الدعم كان محدودًا، فارتفع الدولار أمام الين بنسبة طفيفة بلغت 0.03% ليصل إلى 150.535 ين بعد أن لامس 151.20 في وقت سابق من الجلسة. وانعكس هذا النشاط على الأسهم اليابانية، حيث أغلق مؤشر نيكي مرتفعًا بأكثر من 3% مسجلًا أعلى مستوى في تاريخ المؤشر، مع ترقب المستثمرين اجتماع بنك اليابان المزمع عقده في 30 أكتوبر وسط توقعات ضعيفة (23%) لرفع سعر الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية.
تراجع الدولار أمام اليورو والأوروبيون يراقبون الأوضاع السياسية
في أوروبا، شهد اليورو ارتفاعًا بسيطًا بنسبة 0.06% ليصل إلى 1.1659 دولار، مستفيدًا من تراجع التوترات السياسية في فرنسا التي تخفف ضغطًا كبيرًا على العملة الموحدة، فيما استمر مؤشر الدولار في الانخفاض بنسبة 0.047% إلى 98.489 نقطة، مقتربًا من أدنى مستوياته خلال أسبوعين. وتتمحور مخاوف المستثمرين حول مخاطر الائتمان الأمريكية التي تؤثر على تحركات الدولار في الأسواق العالمية، مما يعزز ضغط البيع على العملة الأمريكية. وهذا التراجع يعكس حالة الحذر التي يتعامل بها المستثمرون مع الدولار وسط تقلبات اقتصادية وسياسية دولية متشابكة.
التعافي النسبي للدولار الأسترالي بفضل بيانات الاقتصاد الصيني
على الجانب الآخر، شهد الدولار الأسترالي ارتفاعًا بنسبة 0.39% إلى 0.651 دولار، مدعومًا ببيانات اقتصادية إيجابية من الصين، أبرز اقتصاد يؤثر بقوة على الاقتصادات الآسيوية والعالمية. فقد حقق الاقتصاد الصيني نموًا بنسبة 1.1% في الربع الثالث، بينما تجاوز الناتج الصناعي توقعات الخبراء بنسبة زيادة بلغت 6.5%، مما حد من المخاوف المتعلقة بالتباطؤ الاقتصادي نتيجة الرسوم الأمريكية المفروضة. ورغم تباطؤ معدل النمو السنوي في الصين إلى 4.8%، وهو الأدنى خلال عام، فإن البلاد لا تزال تمضي بثبات نحو تحقيق هدفها الرسمي للنمو بنحو 5% خلال عام 2025. يعكس هذا الدعم الصيني قوة الدولار الأسترالي، حيث إن العلاقة الاقتصادية الوثيقة بين البلدين تترجم تحسن بيانات بكين إلى أداء إيجابي للعملة الأسترالية.
- تطورات السياسة المالية والنقدية في اليابان وتأثيرها على الين والدولار
- تراجع مخاطر الائتمان الأوروبية السياسية ودعم اليورو أمام الدولار
- بيانات الاقتصاد الصيني وتأثيرها على الدولار الأسترالي والدولار الأمريكي
الدولار مقابل العملات | نسبة التغير |
---|---|
الدولار مقابل الين الياباني | +0.03% (150.535) |
الدولار مقابل اليورو | -0.06% (1.1659) |
الدولار مقابل الدولار الأسترالي | +0.39% (0.651) |
مؤشر الدولار | -0.047% (98.489) |
تظل التحركات في سوق العملات مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالأحداث السياسية والاقتصادية المتقلبة العالمية؛ ففي حين تمثل التطورات السياسية في اليابان عامل ضغط على الين أمام الدولار، تدعم بيانات الاقتصاد الصيني نمو الدولار الأسترالي، فيما يحافظ تراجع مخاطر التوترات السياسية في أوروبا على استقرار اليورو، بينما يظل المستثمرون يقظين حيال الأوضاع الائتمانية في الولايات المتحدة التي تشكل عامل قلق أساسي لسوق العملات الدولية.