ارتفاع الدولار يدفع أسعار السيارات في إيران إلى قفزة غير مسبوقة

تأثر أسعار السيارات في السوق بتقلبات سعر الصرف يعد من أبرز العوامل التي تحدد حركة الأسعار بشكل مباشر، إذ يتأكد أن التغيرات الطفيفة في قيمة الدولار ترتبط بردود فعل سريعة وواضحة على أسعار السيارات، خصوصاً في ظل تداول العملة ضمن نطاقات متقلبة تؤثر على استقرار السوق بشكل عام.

تأثير تقلبات سعر الصرف على أسعار السيارات المحلية والعالمية

حسب تقرير نشره موقع “تابناك” الإخباري يوم الاثنين 20 أكتوبر، يصبح سوق السيارات في حالة استقرار نسبي عندما يحافظ الدولار على ثبات سعره، أما مع أي تغير طفيف في سعر الصرف فإن ردود الأفعال تظهر بسرعة على أسعار السيارات المحلية والعالمية، ما يجعل السوق شديد الحساسية لمثل هذه التذبذبات. وأشار تقرير “خبر أونلاين” بعنوان “تغيّر أسعار السيارات أصبح غريباً” إلى أن التحرك الإيجابي في سعر الدولار أدى إلى ارتفاع ملحوظ في أسعار بعض السيارات المنتجة محلياً. ولهذا السبب، شهد السوق خلال ثاني أيام تداول الأسبوع موجة سعرية تصاعدية، شملت طرازات الطلب عليها أكبر، مع زيادات وصلت إلى 10 ملايين تومان لبعض الطرازات.

تفاصيل أسعار السيارات الحالية بعد التغيرات الأخيرة في سعر الصرف

فيما يتعلق بالتغيرات الدقيقة في أسعار السيارات، سجلت فئة سيارات بيجو ارتفاعات ذات دلالات، حيث بلغ سعر بيجو 207 بانوراما الأوتوماتيكية حوالي مليار و330 مليون تومان، بينما الطراز اليدوي منها سجل نحو 990 مليون تومان، أما سيارة تارا الأوتوماتيكية موديل 2025 فقد تجاوزت أسعارها مليار و270 مليون تومان. وفيما يخص السيارات الاقتصادية، بلغت أسعار الطرازات كما يلي:

• برايد 151 SE موديل 2025: حوالي 515 مليون تومان
• ساينا S اليدوية: نحو 610 ملايين تومان
• كوييك GX اليدوية: قرابة 630 مليون تومان
• رانا بلاس: حوالي 860 مليون تومان

وقد كشفت شركة إيران خودرو مساء الأحد 19 أكتوبر عن أسعار جديدة لـ 42 من منتجاتها، حيث شمل الجدول منتجين جديدين بلا أسعار سابقة، فيما شهدت الأربعون السيارة الأخرى زيادة متوسطة تقدر بـ 38.9 مليون تومان، ما يعادل 6.3% من السعر السابق، بحسب صحيفة “دنياي اقتصاد”. كما زادت شركة كرمان موتور أسعار خمسة من سياراتها بنسب تجاوزت 14% في آخر تعديل لها بتاريخ 19 أكتوبر.

العوامل الاقتصادية وتأثيرها على ارتفاع أسعار السيارات في السوق الإيرانية

تتعدى أسباب ارتفاع أسعار السيارات مجرد التذبذب في سعر الصرف إلى عوامل اقتصادية أوسع نطاقاً؛ ففي الأسابيع الأخيرة أثار التضخم الجامح وارتفاع أسعار العملات الأجنبية قلقاً متزايداً حيال تدهور الأوضاع الاقتصادية في إيران، وهذا التدهور تفاقم بعد تفعيل آلية الزناد وعودة عقوبات الأمم المتحدة. وفي سياق تفسير أسباب موجة ارتفاع الأسعار، قال رضا غيبي، عضو هيئة تحرير “إيران إنترناشيونال”، إن زيادة أسعار السيارات تظهر غالباً في شكلين رئيسيين:

• ارتفاع الأسعار في السوق الحرة نتيجة قرارات العرض والطلب
• رفع الأسعار الرسمية من قبل المصنعين وشركات التجميع

وأضاف أن شركات صناعة وتوزيع السيارات تلجأ إلى رفع أسعار منتجاتها بشكل رسمي، ما يتسبب بتوالد موجات جديدة من الزيادات في السوق بشكل شامل.

يبقى أن مراقبة تقلبات سعر الصرف وتطورات الأسواق المالية من الأمور الحيوية لفهم وتوقع مستقبل أسعار السيارات في السوق الإيرانية، خاصة مع حالة عدم الاستقرار الاقتصادي الحالية التي تؤثر بدورها على القدرة الشرائية للمستهلكين. يبقى السوق في حالة ترقب دائم لما ستسفر عنه الأيام القادمة في ظل هذه التغييرات والتقلبات، مما يجعل موضوع تأثر الأسعار بتقلبات سعر الصرف في قلب اهتمام الجمهور والمهتمين بالقطاع.