الاندفاع نحو شراء الذهب بأحجام كبيرة في ظل تحقيق الأسعار لمستويات تاريخية غير مسبوقة يثير تساؤلات كثيرة عن المخاطر المحتملة المرتبطة بهذه الظاهرة؛ حيث حذر الخبير الاقتصادي محمد صلاح من احتمالية إعادة تجربة “فقاعات الذهب” التي صاحبت ارتفاعات سابقة تلاها انخفاضات حادة استغرقت وقتًا طويلًا للتعافي، مما يستوجب الحذر عند اتخاذ قرارات الاستثمار في الذهب في الوقت الراهن
تفسير ارتفاع الذهب وأسباب الانخراط الكبير في شراء الذهب بأحجام ضخمة
تأتي موجة الارتفاع الحالية في سعر الذهب بدفع رئيسي من مشتريات البنوك المركزية حول العالم، التي شهدت تسارعًا غير مسبوق في اقتناء الذهب بالرغم من الارتفاع السريع في الأسعار، بالإضافة إلى تدفقات مالية عظيمة إلى صناديق الذهب المتداولة (ETFs) خلال الأشهر العشرة الماضية، مما شكل أكبر موجة شراء منذ أزمة كورونا؛ ويرى محمد صلاح أن هذه العوامل هي المحرك الأساسي لهذه الحركة، والتي تختلف جذريًا عن موجات الارتفاع السابقة؛ إذ إن الذهب عانى في ثمانينيات القرن الماضي من صعود مفاجئ ثم هبوط حاد فقد خلاله أكثر من نصف قيمته ولم يتمكن من استعادة قمته لسنوات عدة
كيف تؤثر الظروف الاقتصادية والجيوسياسية على موجة شراء الذهب بأحجام ضخمة؟
تتأثر سوق الذهب خلال هذه الفترة بمجموعة من العوامل الاقتصادية والجيوسياسية التي تلعب دورًا محوريًا في تحفيز الاندفاع نحو شراء الذهب بأحجام ضخمة، ومن أبرزها التوقعات بتخفيض الاحتياطي الفيدرالي الأميركي للفائدة مرتين خلال العام الحالي، ناهيك عن الغموض الاقتصادي الناتج عن نقص البيانات الرسمية في الولايات المتحدة وأزمة الإغلاق الحكومي التي أثرت على الأسواق، إضافة إلى تصاعد التوترات التجارية مع الصين وعودة النقاش حول فرض تعريفات جمركية جديدة، ما يعزز المخاوف من انعكاسات سلبية على الاقتصاد العالمي. وقد سجل مؤشر القوة النسبية للذهب مؤخرًا أكثر من 90%، ما يشير إلى حالة شراء مفرطة نادرًا ما تُشاهد في الأسواق، بالرغم من التراجع المفاجئ بنحو 100 دولار في يوم واحد نتيجة عمليات جني الأرباح، إلا أن صلاح يرى أن السيناريوهات السابقة للهبوط الحاد والغير متوقع غير مرجحة في الوقت الراهن؛ نظرًا لعدم وجود معطيات تدعم خسارة نصف القيمة بسرعة
توقعات مستقبلية لسعر الذهب وفرص تحقيق 4500 دولار للأوقية في ضوء موجة شراء الذهب بأحجام كبيرة
تتباين التوقعات حول إمكانية وصول سعر الذهب إلى مستويات عالية مثل 5000 أو حتى 10000 دولار للأوقية، ويضع محمد صلاح هذه السيناريوهات في خانة المبالغة على المدى القصير حتى عام 2025، مستندًا إلى سرعة الارتفاع التي تجاوزت 600 دولار في شهر واحد دون تصحيح واضح، وهو ما يتعارض مع قواعد التحليل الفني التي تشير عادة إلى الحاجة لتصحيح حوالي 50% من المكاسب لتبريد الأسواق. ويجد أن أي انفراجة في أزمة الإغلاق الحكومي الأميركي أو تحسن العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين قد تساهم في حدوث تصحيح مرتقب. وبالنسبة للوصول إلى 4500 دولار للأوقية بنهاية هذا العام، فهو ممكن إذا استمرت حالة عدم اليقين الجيوسياسي والارتباك الاقتصادي العالمي، مع التأكيد على ضرورة الحذر من توقعات مفرطة الحماس، خاصة في ظل حساسية الأسواق لأي قرارات أو تطورات مفاجئة في السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي الأميركي.
- تسارع مشتريات البنوك المركزية كعامل رئيسي في ارتفاع الذهب
- تأثير الأوضاع الاقتصادية والسياسية العالمية على أسعار الذهب
- تجاوز الذهب قواعد التحليل الفني التقليدية مع قلق من تصحيحات قادمة
العام | سعر الذهب (دولار للأوقية) | ملاحظات |
---|---|---|
1980s | 200 – 800 | ارتفعت ثم انخفضت أكثر من نصف قيمتها |
2023-2024 | تجاوز 2000 | ارتفاع سريع بدعم مشتريات البنوك المركزية |
توقع 2024 | حتى 4500 | مع افتراض استمرار الغموض الجيوسياسي والاقتصادي |