انخفاض الذهب عالميًا بعد قفزة قياسية وترقب موجة صعود جديدة

أسعار الذهب العالمية: تراجع قياسي وتوقعات صعود في 2026

شهدت أسعار الذهب العالمية تراجعًا ملحوظًا في ختام تعاملات الأسبوع، حيث انخفض سعر الأوقية بنحو 100 دولار ليصل إلى 4251 دولارًا بعد أن سجل مستوى قياسيًا غير مسبوق عند 4350 دولارًا للأوقية، مما يسلط الضوء على التقلبات المستمرة في أسواق الذهب العالمية وتأثيرها على المستثمرين والمتعاملين بالسوق.

تحليل أسعار الذهب العالمية: تأثير الأزمات الاقتصادية والتوترات الجيوسياسية

يرى خبراء الاقتصاد أن أسعار الذهب العالمية تتأثر بشكل مباشر بحالة عدم اليقين الاقتصادي والتوترات الجيوسياسية السائدة حاليًا، حيث أوضح الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أن المعدن الأصفر يشهد مستويات قياسية عالمية تعكس الظروف الاقتصادية المضطربة، مؤكداً أن سعر الذهب عالمي ولا يخضع لأي تدخل محلي. ويبرز الذهب ضمن أدوات الاستثمار الآمنة في ظل التقلبات الاقتصادية، حيث لجأ إليه الأفراد والمؤسسات كوسيلة للحفاظ على قيمة أموالهم وسط أزمة مالية شاملة تتجاوز حدود مصر.

في هذا السياق، أكد الدكتور حسين العسيلي، الخبير الاقتصادي، أن ارتفاع أسعار الذهب العالمية اليوم يمثل مؤشراً على تغييرات استراتيجية في النظام المالي الدولي، حيث فقدت العملات الورقية الثقة، وتراجع دور النظام النقدي التقليدي. وهذا الارتفاع مدفوع بخليط من المخاوف التضخمية والعوائد الحقيقية السلبية على الأصول التقليدية، مما يجعل الذهب خيارًا جذابًا للاستثمار الآمن.

التوترات الجيوسياسية، وعدم اليقين بشأن تجميد الأصول الدولارية واليورو، تزيد من جاذبية الذهب كأصل مستقل لا يخضع لأوامر الدول، لذا يُعتبر الارتفاع الحالي مؤشرًا على التحول في موازين القوة والثقة المالية العالمية. ويرتبط سعر الذهب تاريخياً عكسياً بأسعار الفائدة، إذ يؤدي ضعف الدولار إلى زيادة الطلب على الذهب وارتفاع أسعاره، خاصة مع تزايد تفاعله اليوم مع العوائد الحقيقية أكثر من سعر الصرف وحده.

توقعات أسعار الذهب العالمية لعام 2026 وتأثير السياسات الاقتصادية

تتوجه مؤسسات مالية كبرى مثل جولدمان ساكس وبنك أوف أمريكا لرفع توقعاتها لأسعار الذهب العالمية في 2026، متوقعة وصول السعر إلى ما بين 4900 و5000 دولار للأوقية، مدعومة ببيئة اقتصادية غير مستقرة. فالقرار الأمريكي بخفض سعر الفائدة يحمل تأثيرات مزدوجة على الذهب؛ ففي حال كان الخفض بسبب ضعف اقتصادي أو مخاوف ركود، يُرتفع سعر الذهب كملاذ آمن، أما مع تحسن الاقتصاد وزيادة الثقة، فقد ينخفض سعر المعدن النفيس.

من ناحية أخرى، يرجح الخبير المالي هشام حمزة أن السياسات الأمريكية وتعزيز الدولار في عهد ترامب، أدت إلى تحولات في سوق الذهب العالمية، حيث دفعت الدول لتشكيل تحالفات مثل بريكس تسعى لتقليل الاعتماد على الدولار، مما زاد من الطلب على الذهب بين البنوك المركزية كمخزن للقيمة. ويتوقع حمزة ضمن توقعاته حركة أسعار الذهب العالمية بالتذبذب بين الاستقرار والارتفاع، بحسب تطور التوترات الجيوسياسية.

الأسعار المحلية للذهب في مصر وارتفاع الاحتياطي والإنتاج

شهدت أسعار الذهب في السوق المصري ارتفاعات قياسية، حيث أكد هاني ميلاد، رئيس شعبة الذهب بالغرفة التجارية بالقاهرة، أن الأسعار العالمية تجاوزت أرقامًا تاريخية، مع زيادة تصل إلى 50-100 دولار للأوقية يوميًا. وسجل سعر جرام الذهب عيار 21 في مصر نحو 5700 جنيه، وهو رقم استثنائي في السوق المحلي، مبرزًا دور البنك المركزي الصيني في شراء كميات ضخمة من الذهب بالإضافة إلى توجه كبار المستثمرين لاعتبار الذهب استثمارًا استراتيجيًا طويل الأمد.

في ظل هذه الزيادات، أشار أمير رزق، خبير صناعة الذهب، إلى أن أسعار الذهب في مصر ستظل عند مستويات مرتفعة خلال الفترة القادمة، مستبعدًا انخفاضها رغم تحسن الأوضاع الاقتصادية المرتقب بعد تنفيذ خطة السلام الأمريكية في غزة، نظرًا لارتباط الأسعار المحلية بالأسعار العالمية. ويتوقع وصول سعر جرام الذهب عيار 21 إلى 6000 جنيه بنهاية العام الجاري، معتبراً الوقت الحالي مناسبًا للشراء.

أما عن جانب الاحتياطيات والإنتاج، فقد ارتفع رصيد الذهب لدى البنك المركزي المصري إلى نحو 4.141 مليون أوقية بنهاية سبتمبر 2025، بقيمة 15.84 مليار دولار ضمن احتياطي النقد الأجنبي، في زيادة على شهر أغسطس. كما سجل إنتاج منجم السكري ارتفاعًا بنسبة 9% في النصف الأول من العام الجاري، للوصول إلى 246 ألف أوقية، مع استثمارات كبيرة من شركة أنجلو جولد أشانتي لزيادة الإنتاج وتحسين العمليات.

البيان	الكمية/القيمة
رصيد الذهب لدى البنك المركزي المصري	4.141 مليون أوقية
قيمة الاحتياطي النقدي الأجنبي	15.84 مليار دولار
إنتاج منجم السكري للنصف الأول 2025	246 ألف أوقية
استثمارات شركة أنجلو جولد أشانتي	125 مليون دولار