إبراهيم الدراوي: التصعيد الإسرائيلي يعزز نفوذ الاحتلال ويقضي على فرص السلام والمفاوضات المستقبلية

أكد إبراهيم الدراوي، الباحث في الشأن الفلسطيني، أن التحركات الإسرائيلية الأخيرة في قطاع غزة تُعمق التوترات وتقضي على آمال الحلول السلمية. تسعى إسرائيل من خلال خطط توسعها لتعزيز نفوذها في المنطقة، عبر استحداث مناطق أمنية جديدة تقلص الأراضي الفلسطينية، مما يؤثر سلبًا على مستقبل القطاع سياسيًا وجغرافيًا.

تصعيد إسرائيل في غزة ومستقبل القطاع

أوضح الدراوي أن التصعيد الإسرائيلي يُعد جزءًا من استراتيجية طويلة المدى، تهدف إلى تثبيت السيطرة على أراضٍ فلسطينية بدعوى تعزيز الأمن. هذه التحركات لا تقلل فقط من فرص إقامة دولة فلسطينية مستقلة، بل تُفاقم التوتر في القطاع، مما يعزز احتمالات السيناريوهات الكارثية، ويهدد الاستقرار الإقليمي.

وأشار الدراوي إلى التزامن بين التصعيد الإسرائيلي والأزمات السياسية داخل الحكومة الإسرائيلية، حيث اعتبر أن التصعيد يهدف إلى صرف الأنظار عن تلك الأزمات، وتوحيد صفوف اليمين الإسرائيلي الداعم للحكومة، ما يجعل الأمور أكثر تعقيدًا على الصعيد الداخلي والإقليمي.

التصعيد الإسرائيلي وتأثيره على المدنيين الفلسطينيين

شدد الدراوي على أن التصعيد الإسرائيلي لم يكن مجرّد تحرك عسكري، بل أدى إلى أزمة إنسانية ممتدة. ارتفاع أعداد النازحين، مع استمرار القصف وتدمير البنية التحتية، زاد من معاناة سكان القطاع. كما تسبب نقص الغذاء والدواء في وضع كارثي للمدنيين، حيث يواجه المجتمع الدولي صعوبات جسيمة في تقديم المساعدة في ظل الحصار الإسرائيلي المشدد.

واستعرض الدراوي المواقف الدولية، موضحًا دعم الولايات المتحدة الواضح لإسرائيل، بينما انقسم الاتحاد الأوروبي حول التصعيد. في حين، اقتصرت المواقف العربية، باستثناء مصر، على بيانات إدانة دون تحركات فعلية، مع لعب مصر دورًا محوريًا بالوساطة.

الاتصالات الإقليمية ودورها في الأزمة

تناول الدراوي اتصالًا أجراه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مشيدًا بالدور المصري في التصدي لمقترحات تهجير الفلسطينيين من غزة. كما بحث الاتصال الجهود الإقليمية لحل الأزمة الفلسطينية والتوترات في البحر الأحمر جراء النزاع باليمن.

أكد الدراوي أن الحلول الدبلوماسية تواجه تحديًا كبيرًا، حيث تتضاءل فرص التهدئة في ظل استمرار الأزمات والتصعيد الإسرائيلي. ومع تأزم الوضع، تزداد التوقعات بتصعيد أوسع قد يشمل تدخلات إقليمية وخارجية.