الذهب يتراجع 46 دولارًا مع تهدئة ترامب للحرب التجارية وتصريحات الفيدرالي الأمريكي

الذهب يبقى دائمًا محل اهتمام المستثمرين والأسواق العالمية بسبب دوره الأساسي كملاذ آمن في أوقات التقلبات الاقتصادية. شهد الذهب تراجعًا خلال تعاملات اليوم كمحصلة لتغير الموقف الأمريكي تجاه الحرب التجارية وأسعار الفائدة، إذ أثر هذا التغير على السوق المحلية والعالمية. هذه الحركات السريعة في أسعار المعدن النفيس تعكس مدى حساسية الأسواق للتغيرات السياسية والاقتصادية العالمية.

تراجع أسعار الذهب وتأثير تصريحات ترامب

لعبت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دورًا حاسمًا في حركة أسعار الذهب، حيث أبدى ترامب مرونة بشأن مواقفه السابقة تجاه الصين علاوة على توجيه مطالب للفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة. أدى ذلك إلى تقليل شهية المخاطر ودفع المستثمرين إلى جني الأرباح من الأصول الآمنة مثل الذهب، ما أدى إلى انخفاض الأوقية بمقدار 46 دولارًا لتصل إلى 3335 دولارًا، بينما شهدت الأسواق المحلية انخفاض الجرام عيار 21 إلى مستوى 4920 جنيهًا. استقر الذهب عيار 24 عند 5509 جنيهات، بينما بلغ سعر الجنيه الذهب 38560 جنيهًا؛ هذه التحركات السريعة تعكس توازن العرض والطلب في ظل اضطرابات الأسواق الدولية.

الحركة التاريخية لأسعار الذهب في السوق

حسب تقرير منصة “آي صاغة”، تقلبت أسعار الذهب بشكل حاد في الآونة الأخيرة، إذ افتتح سعر جرام الذهب عيار 21 يوم أمس عند 4900 جنيه صاعدًا إلى 5000 جنيه قبل أن ينخفض إلى 4890 جنيهًا. وفي السوق العالمية، وصلت الأوقية إلى 3500 دولار ثم تراجعت إلى 3381 دولارًا نتيجة جني الأرباح. تشير هذه التحركات إلى مدى تأثير الأحداث الجيوسياسية وتوقعات الفائدة على حركة الذهب، إذ تتحكم التغيرات الهيكلية والتوقعات الاقتصادية بشكل مباشر في قرارات المستثمرين.

توقعات البنوك الاستثمارية على مستقبل الذهب

قدّمت العديد من البنوك الاستثمارية رؤى حول مستقبل أسعار الذهب، حيث رفع بنك “جولدمان ساكس” توقعاته للوصول إلى 3700 دولار للأوقية بنهاية العام، مدفوعًا بزيادة شراء البنوك المركزية وتزايد مخاوف الركود الاقتصادي. من خلال هذه التوقعات، يفترض البنك أن متوسط مشتريات البنوك المركزية قد يصل إلى 80 طنًا شهريًا. كما أشار إلى أهمية التدفقات النقدية من صناديق الاستثمار المتداولة والتي يُتوقع أن تشكل دعمًا إضافيًا للأسعار، خاصة إذا تفاقمت مخاطر الركود. إذا استمر الركود، فمن المرجح أن تصل الأسعار إلى 3880 دولارًا أو أكثر بحلول نهاية 2025. هذه التحليلات تجعل الذهب خيارًا مطمئنًا للمستثمرين رغم التقلبات قصيرة المدى.

بينما تدعو التوقعات المُحذرة من الركود الأطراف الاستثمارية لتوجيه ممتلكاتهم نحو الذهب، فإن توصيات محللي الأسواق تشير إلى الاستفادة من أي انخفاضات في الأسعار لبناء مراكز شراء طويلة الأجل. يبقى الذهب عالي الثقة كاستثمار خلال الظروف غير المستقرة وهو ما يدل عليه قوة الطلب المتزايد عالميًا.