أسعار النفط تسجل انخفاضًا أسبوعيًا ثالثًا مع تصاعد القلق حول الإمدادات

نفط الخام يشهد تراجعًا مستمرًا مع ازدياد فائض الإمدادات وتأثيرات التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، ما يجعل المستثمرين متوجسين من استمرار انخفاض الأسعار. أسعار خام “برنت” تحوم حول 61 دولارًا للبرميل، متجهةً نحو هبوط أسبوعي يصل إلى 2.8%، في حين يتداول خام “غرب تكساس الوسيط” عند مستويات تفوق 57 دولارًا، وسط توقعات بزيادة الضغط على السوق نتيجة اجتماع محتمل بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، والذي يُنتظر عقده خلال أسبوعين تقريبًا بهدف إنهاء الصراع في أوكرانيا، مع مخاوف من أن يؤدي ذلك إلى زيادة إمدادات النفط ضمن تحالف “أوبك+”، ما يعزز من تخمة العرض العالمي.

تراجع النفط الخام في ظل أطول سلسلة خسائر أسبوعية منذ مارس

يشهد سوق النفط الخام اتجاهًا نحو أطول سلسلة خسائر أسبوعية منذ مارس الماضي، مدفوعًا بتصاعد التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، الولايات المتحدة والصين، والتي قد تؤثر سلبًا على النمو الاقتصادي العالمي وتقلص الطلب على الوقود في هذين السوقين الأساسيين. في الوقت ذاته، رفعت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها بشأن فائض العرض العالمي لعام قادم بحوالي 20%، مما يزيد من الضغوط على أسعار النفط الخام ويثبت استمرار حالة عدم اليقين بين المستثمرين.

تأثير الضغوط الغربية على قطاع الطاقة الروسي وأسواق النفط العالمية

تتزايد الضغوط الغربية على قطاع الطاقة الروسي بشكل ملحوظ، في محاولة تقليص عائدات النفط التي تصل إلى موسكو، وتقييد قدرة الكرملين على تمويل العمليات العسكرية في أوكرانيا. وفي هذا السياق، أعلنت شركات التكرير الهندية أنها تعتزم تقليص مشترياتها من النفط الروسي، دون أن توقفها تمامًا، بعد تصريحات ترمب التي أكدت أن الهند ستوقف استيراد الخام الروسي، في انتظار توضيحات من الحكومة الهندية في نيودلهي.

  • زيادة مراقبة تدفقات النفط الروسية بسبب العقوبات الغربية.
  • توقعات بخفض تدريجي في واردات الهند من النفط الروسي.
  • تشديد تدابير السوق لتعزيز سياسة خفض التمويل العسكري الروسي.

وسجل تقرير حكومي أميركي ارتفاعًا في مخزونات النفط الخام داخل الولايات المتحدة للأسبوع الثالث على التوالي، لتصل إلى أعلى مستوياتها منذ مطلع سبتمبر، في حين انخفضت مخزونات مركز “كوشينغ” في أوكلاهوما، وهو مركز التسليم الأساسي لخام “غرب تكساس الوسيط”، إلى أدنى مستوى منذ يوليو، مما يعكس حالة متفاوتة في تخزين النفط الخام داخل الأسواق المحلية.

أسعار النفط الخام وأثر الفائض العالمي المتوقع على الاتجاهات المستقبلية

ترتبط حركة أسعار النفط الخام بشكل وثيق بالمتغيرات العالمية المتعلقة بفائض العرض وتوترات السوق، خصوصًا بين الولايات المتحدة والصين. مع التوقعات المتزايدة بفائض العرض العالمي إثر رفع وكالة الطاقة الدولية لتقديراتها، يظهر تأثير ذلك جليًا في انخفاض أسعار خام “برنت” وخام “غرب تكساس الوسيط”، مما قد يؤدي إلى استمرار النزيف في الأسعار على المدى القصير.

نوع الخام السعر الحالي (دولار أمريكي) التغير الأسبوعي (%)
برنت 61 -2.8%
غرب تكساس الوسيط أعلى من 57 غير محدد

يرسم هذا السيناريو تطورات متشابكة تحمل في طياتها تحديات وتوقعات متفاوتة تؤثر على أسواق النفط الخام، ما يضع المستثمرين أمام واقع معقد يحتاج إلى رصد دقيق وتحليل مستمر لمستجدات السوق الدولية.