النصر يشعل الجدل بتوثيق البطولات ويتساءل: بطولتان في موسم واحد؟

شهد الإعلان الأخير عن نتائج مشروع توثيق تاريخ بطولات الدوري السعودي لكرة القدم تفاعلًا واسعًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أحدث التصنيف الجديد المعتمد من لجنة التوثيق جدلاً كبيرًا خاصة بعد احتساب بطولتين لنادي النصر في موسم واحد، وهو الأمر الذي أثار استغراب الجمهور والمهتمين بالرياضة السعودية، لينطلق نقاش حاد حول آلية التوثيق وصحة النتائج المعتمدة.

مشروع التوثيق يعيد تشكيل تاريخ الدوري السعودي

أطلق الاتحاد السعودي لكرة القدم بالتعاون مع الفيفا مشروع التوثيق الرسمي في يناير 2023، حيث استغرق العمل في هذا المشروع 13 شهرًا بهدف إعادة ترتيب وتوثيق تاريخ المسابقات الكروية في المملكة العربية السعودية بعناية فائقة، ووضعت اللجنة معايير دقيقة لتحديد البطولات الرسمية، مما ساعد في رسم صورة جديدة لتاريخ الدوري عبر التصنيف الجديد الذي تم الإعلان عنه رسميًا في أبريل 2025، ويُشار إلى أن هذا المشروع يهدف إلى توثيق الإنجازات بشكل أكاديمي ومنصف، استنادًا إلى الأرقام والتفاصيل التاريخية المقدمة من الجهات الرياضية الرسمية.
أبرز ما لفت الأنظار هو إدراج بطولتين لنادي النصر في موسم 1974، وهما دوري المنطقتين الوسطى والشرقية ودوري كأس جلالة الملك، حيث أوضحت لجنة التوثيق أن النظام في ذلك الوقت يعتبرهما بطولتين منفصلتين، وهو ما أدى إلى رفع عدد بطولات النصر المعتمدة، ما جعل الجدل يحتدم بين محبي كرة القدم السعودية في منصات الإعلام الاجتماعي.

نادي النصر يحقق السجال بردود حاسمة

سارع نادي النصر إلى تأكيد موقفه بعد الإعلان عن التصنيف الجديد عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث نشر رسائل تؤكد اعتزاز النادي بتاريخه وإنجازاته البطولية، مشيرًا إلى أن أسماء البطولات تمثل “ما حققه الرجال بعرق جبينهم”، ونشر النادي تصميمًا خاصًا يضم جميع بطولاته الـ19 وفق التصنيف الجديد، مؤكدًا أنها ستبقى خالدة في التاريخ، وقد أبدى جمهور النصر فرحته واعتزازه بهذه الأرقام المحدثة.
ومع ذلك لم تفلت نتائج المشروع من الانتقادات، حيث اعتبر البعض أن تعديل أو اعتماد بطولات قديمة بمعايير جديدة يحمل نوعًا من الظلم للأندية المنافسة، لا سيما الأندية التي لم تحصل على ترتيب مرتفع في التصنيف الجديد مثل نادي الشباب، والذي اعترض على النتائج بدعوى أنها “أقصته” من ريادته التاريخية في بعض المواسم، بينما دافع آخرون عن المشروع معتبرين إياه خطوة ضرورية لإزالة اللبس والتضاربات.

أصداء متباينة ومستقبل مشرق للكرة السعودية

لم تتوقف تداعيات نتائج مشروع التوثيق عند حدود الأندية السعودية فقط، بل امتد النقاش ليشمل الجماهير، المحللين الرياضيين والمهتمين بشؤون كرة القدم محليًا وإقليميًا، إذ طالبت الفئات المختلفة بتوضيحات إضافية حول المعايير التي اعتُمدت في تصنيف البطولات، ما جعل الموقف ينطوي على أبعاد تاريخية ورياضية واسعة النطاق.
ورغم الجدل الكبير، إلا أن مشروع التوثيق يمثل خطوة متقدمة في تطوير السجل التاريخي للرياضة السعودية، حيث ستساهم هذه الخطوة في تحسين الأرشفة الرياضية المحلية وتعريف القاصي والداني بالتاريخ الرياضي المحلي بدقة، في نهاية المطاف يبقى توثيق البطولات نقطة انطلاق نحو مستقبل رياضي أكثر وضوحًا وثباتًا.