الذهب يتخطى 4,200 دولار للأونصة للمرة الأولى في التاريخ

أسعار الذهب تكسر الأرقام القياسية وتتجاوز 4,200 دولار للأونصة مع انخفاض الدولار الأمريكي

ارتفعت أسعار الذهب اليوم بتحركات قوية، محطمة أرقامها القياسية ومستمرة في التداول فوق 4,200 دولار للأونصة للمرة الأولى تاريخيًا، مدعومة بتراجع مسجل لمؤشر الدولار الأمريكي وتوقعات السوق بتخفيضات محتملة في أسعار الفائدة الأمريكية خلال الأشهر القادمة ويراقب المستثمرون صدور بيانات التضخم في الولايات المتحدة عن شهر سبتمبر بحذر لمعرفة مسار سياسة البنك الاحتياطي الفيدرالي.

ارتفاع أسعار الذهب مدعوماً بتراجع الدولار الأمريكي وبيانات التضخم المنتظرة

شهد السوق الأوروبي يوم الأربعاء استمرار صعود أسعار الذهب لليوم الرابع على التوالي، حيث ارتفع المعدن الثمين بنسبة 1.85% مُسجلًا مستوى قياسيًا جديدًا عند 4,218.23 دولارًا للأونصة بعد افتتاح التعاملات عند 4,142.06 دولارًا؛ وذلك وسط عمليات شراء متزايدة للمعدن كملاذ آمن في ظل حالة عدم اليقين الاقتصادية. تراجع الدولار الأمريكي كان من أبرز العوامل الداعمة لهذا الارتفاع، إذ هبط مؤشر الدولار بأكثر من 0.3% إلى أدنى مستوى أسبوعي عند 98.73 نقطة، مع تراجع قيمته مقابل سلة من العملات العالمية. هذا الانخفاض يجعل الذهب المسعر بالدولار أكثر جاذبية للمستثمرين الذين يحملون عملات أخرى، خاصة مع تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين والتعليقات الأخيرة لرئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول التي عززت احتمالات تخفيض الفائدة.

دور السياسة النقدية الأمريكية والتحديات الاقتصادية في دعم أسعار الذهب القياسية

يرتقب السوق صدور بيانات التضخم الأمريكية لشهر سبتمبر، حيث يعتبرها المستثمرون مؤشرًا حيويًا لتوقّع قرارات البنك المركزي بشأن أسعار الفائدة؛ إذ تبقى التوقعات قائمة حول خفض الفائدة في اجتماعات أكتوبر وديسمبر، مع تسعير احتمالات خفض بمقدار 25 نقطة أساس بنحو 96% وفق أداة “فيد ووتش” التابعة لمجموعة CME، مقابل 4% فقط للاحتمال الإبقاء على الأسعار دون تغيير. جيروم باول أشار إلى وجود ركود في سوق العمل مع انخفاض التوظيف وفقدان الوظائف، رغم غياب البيانات الرسمية نتيجة الإغلاق الحكومي، وهو ما لم يمنع صناع القرار من تقييم الوضع الاقتصادي. كما دعت آنا بولسون رئيسة بنك الاحتياطي في فيلادلفيا إلى مزيد من تخفيضات الفائدة بسبب المخاطر المتزايدة التي تواجه سوق العمل. هذه العوامل تلقي بثقلها على توقعات استمرارية ارتفاع أسعار الذهب ضمن بيئة من التيسير النقدي المتزايد.

توقعات بارتفاع الذهب إلى 5,000 دولار ومؤشرات الدعم من حيازات صناديق SPDR

يدعم تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين واستمرار الإغلاق الحكومي والتوقعات بالمزيد من التيسير النقدي، ارتفاع أسعار الذهب بشكل متواصل، حسب تصريحات بيتر غرانت نائب رئيس زانر ميتالز ومستشار استراتيجي المعادن. أضاف غرانت أن تهديدات فرض رسوم جمركية ضخمة على البضائع الصينية واتجاه عالمي نحو تقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي قد ترفع الأسعار إلى مستويات غير مسبوقة تصل إلى 5,000 دولار للأونصة بحلول منتصف 2025، وهي توقعات تؤيدها تحليلات بنك أوف أمريكا وسوسيتيه جنرال التي تتوقع تحقيق هذا السعر في عام 2026. أما على صعيد حيازات الذهب، فقد زادت مقتنيات صندوق SPDR Gold Trust، الأكبر عالميًا بين صناديق المؤشرات المدعومة، بنحو 2.57 طن متري يوم الثلاثاء، في ثالث ارتفاع متتالي، لترتفع إلى 1,018.88 طن متري، وهو أعلى مستوى منذ يوليو 2022.

• تراجع مؤشر الدولار الأمريكي بأكثر من 0.3%
• ارتفاع حيازة الذهب في صندوق SPDR لثالث يوم متتالي
• ترقب بيانات التضخم الأمريكية لشهر سبتمبر وتأثيرها على السياسة النقدية
• توقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية واحتمالية استمرار التيسير النقدي

أسعار الذهب اليوم تحافظ على زخمها صاعدة مع تحولات قوية في الأسواق العالمية ونمو متصاعد في الطلب على المعدن كملاذ استثماري آمن، وسط أجواء اقتصادية ملبدة بالتقلبات، كما أن تزايد حيازة صناديق الذهب الكبرى يعكس الثقة بقدرة المعدن على الاستمرار في تحقيق مكاسب مستقبلية منها.