ارتفعت أسعار الذهب إلى مستوى قياسي جديد يقترب من 4200 دولار للأوقية، مدعومة بتزايد التوقعات حول المزيد من تخفيضات أسعار الفائدة الأميركية، وسط تجدد المخاوف بشأن النزاعات التجارية بين الولايات المتحدة والصين التي تعزز الطلب على الذهب كملاذ آمن. في هذا السياق، شهد الذهب الفوري ارتفاعاً بنسبة 0.9% ليصل إلى 4178.15 دولار للأوقية قرب بداية الجلسة، بعد تسجيله أعلى مستوى عند 4186.68 دولار.
تحليل وضع الذهب مع توقعات خفض أسعار الفائدة الأميركية
شهدت عقود الذهب الأميركية الآجلة لتسليم ديسمبر ارتفاعاً بنسبة 0.8% لتصل إلى 4197.50 دولار للأوقية، مع بروز دور سياسة الاحتياطي الفيدرالي في توجيه السوق؛ إذ أعرب رئيس المجلس، جيروم باول، عن استمرارية ضعف سوق العمل الأميركي رغم تحسن ملحوظ في الاستقرار الاقتصادي، مؤكداً اتخاذ قرارات أسعار الفائدة بشكل تدريجي «اجتماعاً تلو الآخر» لموازنة ضعف سوق العمل والتضخم المستمر أعلى المستهدف. بالمقابل، يراهن المستثمرون على احتمال شبه مؤكد لخفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال أكتوبر وديسمبر، وهو ما يجعله بيئة مثالية لأداء الذهب الذي يبرع في ظل سعر الفائدة المنخفض وحالات عدم اليقين الاقتصادي والسياسي.
العوامل الجيوسياسية وتأثيرها على ارتفاع أسعار الذهب
يظل الذهب كملاذ آمن يتأثر بشكل قوي بالتوترات السياسية والاقتصادية بين الولايات المتحدة والصين، حيث أعلن الرئيس دونالد ترمب نية واشنطن دراسة قطع بعض العلاقات التجارية، لا سيما في تجارة زيت الطهي، بينما بدأ البلدان فرض رسوم موانئ متبادلة في بداية الأسبوع. إلى جانب ذلك، يؤثر إغلاق الحكومة الأميركية على المشهد الاقتصادي بشكل مباشر؛ حيث صرح ترمب باحتمالية إصدار قائمة بالبرامج الديمقراطية التي ستتوقف نتيجة الإغلاق. وقد وصف مات سيمبسون، كبير المحللين في «ستونكس»، تلك التطورات بأنها من أهم الدوافع التي تسرّع ارتفاع أسعار الذهب.
يُضاف إلى ذلك اضطرابات السوق الناجمة عن سعي المتداولين للمشاركة في «تجارة الزخم» حيث يتنافسون على شراء الذهب لمجرد ملاحقة الأسعار المتقلبة، مما يدعم استمرار الارتفاع.
ارتفاع أسعار المعادن الثمينة الأخرى وتأثيرها في الأسواق العالمية
شهدت المعادن الثمينة الأخرى ارتفاعات تزامنت مع تحركات الذهب؛ حيث ارتفعت الفضة بنسبة 1.4% لتصل إلى 52.17 دولار للأوقية، بعد تسجيلها مستوى قياسي عند 53.60 دولار في الجلسة السابقة، مدعومة بتقليل المعروض في السوق الفورية. كما شهد البلاتين زيادة بنسبة 0.7% ليصل إلى 1648.80 دولار، بينما صعد البلاديوم بنسبة 0.2% مغلقًا عند 1528.68 دولار.
تعكس هذه الارتفاعات المتزامنة في المعادن الثمينة حرص المستثمرين على تنويع محافظهم في ظل الأجواء غير المطمئنة على الصعيدين السياسي والاقتصادي، خاصة مع تحذيرات صندوق النقد الدولي الذي رفع توقعات النمو العالمي لعام 2025، مشيراً إلى تحسن الظروف المالية والتجارية، لكنه حذر من أنْ استمرار النزاعات التجارية بين الولايات المتحدة والصين قد يحد من هذا النمو.
المعدن | سعر الارتفاع (%) | السعر الحالي (دولار للأوقية) |
---|---|---|
الذهب الفوري | 0.9 | 4178.15 |
عقود الذهب الآجلة (ديسمبر) | 0.8 | 4197.50 |
الفضة | 1.4 | 52.17 |
البلاتين | 0.7 | 1648.80 |
البلاديوم | 0.2 | 1528.68 |
- تزايد التوقعات حول تخفيضات أسعار الفائدة الأميركية
- التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين
- إغلاق الحكومة الأميركية وتأثيره الاقتصادي
- الشراء القوي من البنوك المركزية وصناديق الاستثمار
- تراجع الدولار العالمي عبر الاستثمارات المتنوعة
شهد الذهب أداءً استثنائياً خلال العام الجاري، إذ ارتفع بنسبة 59% مدفوعًا بعدة عوامل متعددة منها عدم اليقين الجيوسياسي والاقتصادي، وتوقعات خفض أسعار الفائدة الأميركية، إضافة إلى تأثيرات شراء البنوك المركزية والتحول التدريجي نحو تقليل الاعتماد على الدولار. هذا المشهد يعكس حرص المستثمرين على توظيف الذهب كأصل آمن في ظل الظروف الاقتصادية العالمية المضطربة، ما يجعل تتبع أسعاره وتطوراتها أمراً أساسياً لفهم ديناميكيات الأسواق المالية في الوقت الراهن.