شخصيات بارزة تزور البابا فرنسيس وتتحدث عن إرث بورجيا والمرقص

شهدت السفارة البابوية في حريصا حدثًا مميزًا استقبل خلاله السفير البابوي المونسنيور باولو بورجيا وفودًا ديبلوماسية وسياسية ودينية لتعزية الكنيسة الكاثوليكية بوفاة البابا فرنسيس، حيث وصف الفقيد بأنه “بابا الفقراء” ورمز الحوار والسلام. وقد عبّر المعزون عن مدى تقديرهم لمسيرة البابا الراحل ودوره في تعزيز السلام والتقارب بين الأديان والمجتمعات.

وداع البابا فرنسيس وعمق تأثيره

السفارة البابوية شهدت توافدًا واسعًا للمعزين منذ الصباح، وقد أمّها شخصيات بارزة من مختلف التوجهات السياسية والدينية للتعبير عن تقديرهم للدور الريادي الذي لعبه البابا فرنسيس في تعزيز مبادئ العدالة الاجتماعية والسلام. الوزير بول مرقص، بعد تقديم واجب العزاء، أشرك نفسه مع السفير البابوي في صلاة خاصة داخل كابيلا السفارة. هذا الحزن الجماهيري الكبير يعكس مدى مكانة البابا كرمز عالمي للإنسانية والتسامح.

إرث البابا فرنسيس في حوار الأديان

أكد السفير البابوي خلال لقاءاته مع الوفود أن إرث البابا فرنسيس يقوم على تعزيز التفاهم بين مختلف الأديان، مشيرًا إلى أهمية الأخوة البناءة في مجتمعات تعاني من انقسامات مثل لبنان. وشدد على الالتزام بروح السلام الذي رسم معالمه الفقيد الراحل. الشيخ علي الخطيب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، عبّر بدوره عن عمق التأثير الذي تركه البابا فرنسيس من خلال اتفاقياته المهمة مثل تلك التي عقدها مع شيخ الأزهر وزيارته للنجف الشريف ولقائه مع الإمام السيستاني؛ حيث وحدت هذه المبادرات الأهداف ودفعت العالم نحو السلم والتقارب.

مشاركة شخصيات عالمية في التعزية بالبابا فرنسيس

كان لرحيل البابا فرنسيس صدى كبير عبر العالم، حيث شاركت شخصيات من مختلف العقائد والثقافات في تقديم التعازي، مثل سفراء فرنسا وإيطاليا وإسبانيا وكوريا، إلى جانب قيادات دينية مثل مطران الكلدان في بيروت ميشال قصارجي وممثلين عن الرهبانيات الكنسية مثل الأباتي هادي محفوظ ورئيسة رهبانية الراعي الصالح الأم جوسلين جمعة. كما حضرت منظمات إنسانية مثل “كاريتاس” التي ترسخ أهدافها مع رؤية البابا الراحل في خدمة الفقراء والمحتاجين. هذه الحشود أكدت مدى تأثير البابا على المستوى الدولي والإنساني.

التأثير الكبير الذي خلفه البابا فرنسيس في جميع أنحاء العالم وخاصة على مستوى لبنان يُعد درسًا هامًا للتلاحم الإنساني والعمل من أجل السلام، حيث لم يقتصر إرثه على الكلمات فقط بل أثبت في أفعاله أن الحوار والتفاهم هما المفتاح لإقامة مجتمع عالمي متكامل الأركان يتبنى قيم العدالة والإخاء.