نعيمة عاكف.. أسرار جديدة تُكشف عن أسطورة الرقص والسينما في ذكرى رحيلها

في 23 أبريل من كل عام، تحلّ ذكرى وفاة الفنانة المصرية نعيمة عاكف، التي رحلت عن عالمنا في عام 1966 وهي لم تتجاوز 36 عامًا، بعد رحلة قصيرة لكنها غنية بالإنجازات في مجال السينما وفنون الاستعراض، حيث اشتهرت بموهبتها الاستثنائية التي جعلتها من أبرز نجمات الفن في التاريخ العربي، وساهمت في كتابة فصل هام من تاريخ السينما المصرية بفضل إبداعاتها المتميزة.

رحلة نعيمة عاكف من السيرك إلى شاشة السينما

نشأت نعيمة عاكف في عائلة ترتبط ارتباطًا وثيقًا بفنون السيرك، إذ كانت عائلتها تدير “سيرك عاكف” الشهير، مما أتاح لها فرصة فريدة لاكتشاف موهبتها مبكرًا، فقد بدأت عروض الأكروبات واللياقة البدنية منذ طفولتها واتقنت فنون الاستعراض بشكل لافت، هذا التدريب المهني المبكر ساعد نعيمة في نقل مهاراتها إلى السينما، حيث برزت كواحدة من ألمع نجمات الاستعراض في الوطن العربي، وحققت شهرة واسعة بفضل قدرتها على الجمع بين التمثيل والرقص بأسلوب استثنائي.

أهم أفلام نعيمة عاكف التي لا تُنسى

على مدار 16 عامًا فقط، شاركت نعيمة عاكف في 26 فيلمًا، حيث كانت أفلامها تمثل تجسيدًا لفن الاستعراض، ومن أهم أعمالها فيلم “لهاليبو” عام 1949 الذي شكل البداية الحقيقية لشهرتها، وكذلك أفلام “بلدي وخفة” و”فتاة السيرك” و”تمر حنة” التي أظهرت مهاراتها الفريدة، كما حصلت في عام 1958 على جائزة “أفضل راقصة في العالم” من مهرجان موسكو، ما عزز مكانتها كواحدة من أبرز الفنانات عالميًا، كل هذه الأفلام لم تكن مجرد استعراض للمهارة، بل كانت أعمالاً بارزة تعكس روح السينما في زمنها.

حياتها الشخصية وانتصاراتها رغم قسوة المرض

رغم نجاحها الفني الكبير، لم تخلُ حياة نعيمة عاكف من التحديات، فقد تزوجت المخرج حسين فوزي، ولكنهما انفصلا بسبب اختلافات شخصية، لاحقًا تزوجت المحاسب صلاح عبدالعليم وأنجبت منه ابنها الوحيد، ورغم كل النجاحات التي حققتها، تعرضت نعيمة لصراع مرير مع مرض سرطان الأمعاء خلال تصوير فيلم “بياعة الجرايد” عام 1963، ما اضطرها لاعتزال الفن عام 1964، توفيت بعد سنوات قليلة في 23 أبريل 1966، مخلفة وراءها إرثًا فنيًا خالدًا يستمر في إلهام الأجيال المتعاقبة.

تظل نعيمة عاكف أيقونة بارزة في ذاكرة السينما المصرية، حيث تركت بصمتها كرائدة للفن الاستعراضي، استطاعت تحويل مهارات السيرك إلى لغة فنية كرّستها كواحدة من أساطير الشاشة العربية، وما زال اسمها يضيء في سماء الفن حاملاً إرثًا خالدًا مليئًا بالعطاء والإبداع الذي يؤكد أن الفن لا يموت مهما مرت السنون.