إعلام إسرائيلي: الحزب ينتج المسيّرات ويهرّب الأموال والأسلحة بطريقة ممنهجة

تناول تقرير نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية ما وصفته بالوضع الراهن لحزب الله في لبنان، مستعرضة حجم خسائره واستراتيجياته المتبعة لمواجهة الضغوط المتزايدة. على مدى 148 يوماً منذ الاتفاق على وقف إطلاق النار في لبنان في 27 تشرين الثاني 2024، أشارت الصحيفة إلى اغتيال إسرائيل 140 عنصراً من الحزب، ما يعكس تصاعد المواجهات غير المعلنة بين الطرفين. تلك التطورات تشير إلى أبعاد أوسع تتعلق بالسياق الإقليمي والدولي.

حزب الله بين الاغتيالات وإعادة البناء

أكدت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن حزب الله يواجه سلسلة من التحديات الميدانية، أبرزها استهداف قياداته بشكل ممنهج. بعد خسارته العديد من كوادره، يعمل الحزب على إعادة تشكيل سلسلته القيادية وإعادة نشر مراكزه الميدانية. وأشارت الصحيفة إلى اعتماد الحزب على عمليات تهريب الأسلحة والأموال لتعويض خسائره العسكرية واستعادة قوته التشغيلية. كما لم يتخلَ الحزب عن استخدام تكنولوجيا الطائرات بدون طيار لإبراز قوته على الساحة الإقليمية رغم الظروف الصعبة التي يمر بها.

كيف تتعامل إسرائيل مع حزب الله؟

تشير التقارير إلى أن إسرائيل تتبنى استراتيجية شاملة تشمل المراقبة الدقيقة والاستهداف المباشر لعناصر حزب الله. ويعتبر المسؤولون العسكريون الإسرائيليون أن هذه الإجراءات تهدف بشكل رئيسي إلى منع الحزب من استعادة قوته السابقة، خاصة بعد حرب ضارية ألحقت أضراراً كبيرة سواء بالألوية الميدانية مثل وحدة الرضوان أو بالبنى التحتية. كما سلطت الصحيفة الضوء على أن الجيش الإسرائيلي يكثّف نشاطه الجوي والبري في المناطق الحدودية لمنع أي خطر مستقبلي.

أبعاد اقتصادية وتأثير المجتمع الدولي

تلعب العوامل الاقتصادية دوراً محورياً في محاولة الحد من قدرات حزب الله. وفقاً لتقرير الصحيفة، يُدير الحزب شبكات مالية متقدمة توفر له تدفقات مالية متجددة رغم القيود المفروضة من المجتمع الدولي. هذا النهج يعكس أهمية الجانب الاقتصادي في استراتيجياته لتمويل نشاطاته، بما في ذلك إنتاج التقنيات العسكرية ونقل الموارد من الخارج عبر وسائل متعددة مثل مطار بيروت. في المقابل، يسعى الجيش الإسرائيلي لضرب هذه البنى التحتية الاقتصادية وشلّ أي محاولات للنهوض مجدداً.

على المستوى الإقليمي، يُعَدّ حزب الله لاعباً رئيسياً في مقاومة الهيمنة الإسرائيلية بالجنوب اللبناني ومحيطه. رغم الضغوط الهائلة، يؤكد التقرير أن الحزب استطاع الحفاظ على قدرة عالية من المناورة العسكرية والهيكلية الداخلية. إلا أن مستقبل المواجهة لا يزال يعتمد على كيفية تطور المعادلات السياسية والعسكرية في المنطقة في السنوات المقبلة.