التوقيت الصيفي: دراسة حديثة تكشف تأثيره الضئيل على صحة القلب

التوقيت الصيفي هو نظام يُعتمد فيه تقديم الساعة بمقدار ساعة واحدة خلال أشهر الصيف، بهدف زيادة الاستفادة من ضوء النهار وتقليل استهلاك الطاقة. تُطبّق هذه الممارسة في العديد من الدول حول العالم، حيث يتم تقديم الساعة في الربيع وتأخيرها في الخريف، مما يتيح للناس الاستفادة من ساعات النهار الأطول خلال فصل الصيف.

تاريخ التوقيت الصيفي

تعود فكرة التوقيت الصيفي إلى أواخر القرن التاسع عشر، حيث اقترح عالم الحشرات النيوزيلندي جورج فيرنون هدسون في عام 1895 تقديم الساعة ساعتين خلال فصل الصيف، لمنحه مزيدًا من الوقت لدراسة الحشرات. لاحقًا، في عام 1907، نشر البريطاني ويليام ويليت كتيبًا بعنوان “إهدار ضوء النهار”، دعا فيه إلى تقديم الساعة للاستفادة من ضوء النهار الإضافي. أول تطبيق رسمي للتوقيت الصيفي كان في ألمانيا والنمسا عام 1916 خلال الحرب العالمية الأولى، بهدف توفير الطاقة. تبعت دول أخرى هذا النهج، بما في ذلك الولايات المتحدة التي اعتمدت التوقيت الصيفي لأول مرة عام 1918.

فوائد ومساوئ التوقيت الصيفي

يهدف التوقيت الصيفي إلى تقليل استهلاك الطاقة من خلال تقليل الحاجة إلى الإضاءة الصناعية في المساء، والاستفادة من ضوء النهار الطبيعي. كما يُعتقد أنه يعزز النشاط الاقتصادي من خلال زيادة الوقت المتاح للأنشطة الخارجية والتسوق. ومع ذلك، تشير بعض الدراسات إلى أن الفوائد في توفير الطاقة قد تكون ضئيلة أو معدومة، نظرًا للاعتماد المتزايد على تكييف الهواء في الصيف. بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي تغيير الساعة إلى اضطرابات في النوم ومشاكل صحية أخرى.

التوقيت الصيفي في الولايات المتحدة

في الولايات المتحدة، تم تطبيق التوقيت الصيفي لأول مرة عام 1918 خلال الحرب العالمية الأولى. حاليًا، تعتمد معظم الولايات الأمريكية هذه الممارسة، باستثناء هاواي ومعظم أجزاء ولاية أريزونا. في مارس 2022، صوت مجلس الشيوخ الأمريكي بالإجماع على جعل التوقيت الصيفي دائمًا، لكن الجهود تعثرت في مجلس النواب. أظهر استطلاع للرأي في مارس 2023 أن 62% من الأمريكيين يرغبون في إنهاء ممارسة تغيير الساعات، مع تفضيل نصفهم للتوقيت الصيفي على مدار العام.

في الختام، يظل التوقيت الصيفي موضوعًا مثيرًا للجدل، حيث تتباين الآراء حول فوائده وأضراره. بينما يسعى البعض للاستفادة من ضوء النهار الإضافي وتقليل استهلاك الطاقة، يشير آخرون إلى التأثيرات السلبية المحتملة على الصحة والاقتصاد.