اتحاد الناشرين: غياب المعلومات يتحول إلى سيولة بيانات خلال ساعة واحدة

شهد معرض الرباط الدولي للكتاب 2025 أزمة غير مسبوقة أثرت بشكل ملحوظ على مشاركة الناشرين المصريين، حيث تضررت دور النشر نتيجة تأخر وصول شحنات الكتب المخصصة للعرض، ما تسبب في تعطيل كبير للمشاركة المصرية خلال فعاليات الأيام الأولى من المعرض. وقد أثارت هذه الأزمة ردود فعل واسعة النطاق، وطالت الانتقادات اتحاد الناشرين المصريين بسبب غياب استجابته السريعة لمعالجة الوضع.

تأثير أزمة الكتب على دور النشر المصرية

تسببت الأزمة في خسائر مالية وأدبية كبيرة لدور النشر المصرية، حيث تأثرت سمعتها بشكل سلبي أمام الجمهور والمهنيين الدوليين، ومع غياب حلول سريعة، بقيت العديد من الأجنحة المخصصة للناشرين فارغة خلال الأيام الأولى للمعرض، مما أفقدهم فرص عرض الكتب وزيادة مبيعاتهم، كما أثرت هذه المشكلة على قراء المعرض الذين كانوا يتطلعون للحصول على الإصدارات المصرية المتنوعة، وقد ازدادت المشكلة تعقيدًا بعد تأخر رد الاتحاد الذي اكتفى بإصدار بيانات متأخرة وغير شافية طوال الأزمة.

موقف اتحاد الناشرين المصريين من الأزمة

أظهرت الأزمة تحديات كبيرة في إدارة الأزمات داخل اتحاد الناشرين المصريين، حيث اتخذ الاتحاد 11 يومًا لإصدار بيان رسمي يعبر عن موقفه من المشكلة، وفي يوم واحد، صدر عنه أربعة بيانات متتالية، تحتوي على معلومات متضاربة وتناقضات، وقد أشار أحد هذه البيانات إلى اعتزام الاتحاد فتح تحقيق شامل لمراجعة الإجراءات ومعاقبة المسؤولين بعد انتهاء الأزمة، ولكن الانتقاد الأبرز تمحور حول غياب خطة واضحة ومحددة للتعامل مع الخسائر التي لحقت بالناشرين؛ علاوة على تأكيد تضارب في تشكيل اللجنة المسؤولة عن التحقيقات، حيث أعيد تشكيلها سريعًا بعد اعتراضات داخلية.

حلول مستقبلية لمعالجة مشكلات شحن الكتب

لمنع تكرار أزمة مماثلة، يجب على دور النشر واتحاداتها وضع إجراءات احترازية فعالة تشمل التعاقد مع شركات شحن ذات خبرة موثوقة وتحديد بنود جزائية ملزمة، بالإضافة إلى تقليل الاعتماد الكامل على شركات بعينها لتوزيع المخاطر على عدة شركاء بدلاً من جهة واحدة، كما ينبغي للاتحاد إنشاء خلية إدارة أزمات فورية تعمل على مدار الساعة أثناء المعارض الكبرى؛ من جهة أخرى، يمكن للناشرين التفكير في تعزيز إنتاج الكتب الرقمية والإلكترونية، مما يتيح لهم بدائل غير مادية تُخفف من تأثير الأزمات اللوجستية المتعلقة بالنقل التقليدي، خاصة عند المشاركة في الأسواق الدولية.

يبقى تحقيق شفافية وفعالية في استراتيجيات اتحاد الناشرين أساسيًا لضمان حسن سير العمل وتعويض الأضرار الناجمة، كما أن الاستفادة من هذه التجارب يُمكن أن يحول التحديات إلى فرص لتحسين العمليات المستقبلية، تحقيقًا لأهداف قطاع صناعة الكتاب العربي في المنافسة عالميًا.