لا تفوت الفرصة: أسعار الفضة ترتفع مجددًا وتوقعات بعجز عالمي قريب

تشهد أسعار الفضة في الأسواق المحلية والدولية حاليًا حركة ملحوظة نحو الصعود، مدفوعة بعوامل اقتصادية وجيوسياسية متشابكة، إذ ترتفع الأسعار متأثرة بتراجع قيمة الدولار الأمريكي نتيجة الخلافات بخصوص السياسات النقدية في الولايات المتحدة، مما يعزز مكانة الفضة كأحد أبرز الملاذات الآمنة للمستثمرين في ظل الاضطرابات الاقتصادية التي تعصف بالأسواق، ما يجعلها محط أنظار العديد من المستثمرين خلال عام 2025.

أسعار الفضة محليًا وعالميًا

سجلت أسعار الفضة في الأسواق المحلية ارتفاعاً جديداً خلال اليوم، حيث بلغ سعر جرام الفضة عيار 800 حوالي 50 جنيهًا، مقارنة بـ49 جنيهًا في نهاية تعاملات الأسبوع الماضي، في حين ارتفع سعر الأوقية عالميًا بنحو 0.28 دولار لتصل إلى 32.81 دولار، كما شهدت عيارات أخرى من الفضة ارتفاعًا ملحوظًا مثل عيار 925 الذي بلغ سعره حوالي 58 جنيهًا، فيما سجل الجنيه الفضي من نفس العيار نحو 464 جنيهًا، وهو ما يؤكد أن السوق المحلي يتماشى بشكل مباشر مع تحركات السوق العالمي.

أما على المستوى الدولي، فمن الجدير بالذكر أن الطلب على الفضة يشهد نموًا مدفوعًا بمجالات مثل التقنية والطاقة النظيفة، مما يجعلها عنصرًا حيويًا في القطاعات الصناعية الأخرى، وبالنظر إلى التقلبات في قيمة الدولار، تظل الفضة ملاذًا استثماريًا موثوقًا في ظل تقلبات الأسواق العالمية.

العوامل الداعمة لارتفاع أسعار الفضة

يلعب انخفاض الدولار الأمريكي دورًا رئيسيًا في تعزيز مكانة الفضة بين أوساط المستثمرين، حيث تراجعت العملة الأمريكية نتيجة الخلافات المستمرة بين الرئيس الأمريكي ورئيس الاحتياطي الفيدرالي حول مستقبل أسعار الفائدة، الأمر الذي زاد حالة الغموض بشأن الاقتصاد العالمي، كما أن النزاع التجاري الطويل الأمد بين الولايات المتحدة والصين يمثل عاملاً آخر جعل الفضة هدفاً للاستثمارات الآمنة، إضافة إلى الاعتماد الصناعي على المعدن الأبيض في مجالات متعددة مثل الإلكترونيات والطاقة النظيفة.

ومع استمرار هذه التوترات، يُظهر العديد من التقارير الاقتصادية أن الطلب العالمي على الفضة قد يظل قويًا خلال العام الحالي، حيث تتصدر الفضة الأولويات في الصناعات التقنية والمجالات الطبية.

توقعات بتراجع المعروض العالمي من الفضة

وفقًا لتقرير معهد الفضة العالمي، يُتوقع أن تواجه الأسواق عجزًا في معروض الفضة للعام الخامس على التوالي بحلول نهاية عام 2025، رغم أن العجز المقدر بـ117 مليون أوقية يعتبر الأدنى منذ أربع سنوات، ويُرجع هذا العجز إلى الفارق بين الطلب المرتفع الذي يبلغ 1.148 مليار أوقية والإمدادات العالمية التي من المتوقع أن تزداد بنسبة 1.5% بفضل تعزيز إنتاج المناجم، كما يظل الطلب على الفضة للأغراض الصناعية مستقرًا عند 677.4 مليون أوقية، ما يبرز أهميتها في الاستخدامات التقنية.

في ظل الأوضاع الراهنة، يُتوقع استمرار موجة ارتفاع أسعار الفضة، خاصة إذا تواصلت التوترات الجيوسياسية وتراجع أداء الدولار، مما يعزز فرص الاستثمار في هذا المعدن النفيس كخيار آمن خلال السنوات القادمة.