ما تصدقش؟ الذهب نار – الأوقية تتجاوز 3400 دولار بمستوى قياسي جديد

سجلت أسعار الذهب ارتفاعًا قياسيًا جديدًا مع استمرار الطلب المتزايد على الملاذ الآمن وسط ضغوط دولية وضعف الدولار الأمريكي. شهد اليوم ارتفاع أوقية الذهب متجاوزة حاجز 3400 دولار، مع تنامي المخاوف من تأثير الأزمات الاقتصادية والسياسية مما جعل المعدن النفيس الوجهة الرئيسية للمستثمرين الباحثين عن الاستقرار المالي في ظل الاضطرابات العالمية.

ارتفاع غير مسبوق في أسعار الذهب

شهد الذهب ارتفاعًا كبيرًا مدعومًا بعدة عوامل كان أبرزها الانخفاض الملحوظ في قيمة الدولار الأمريكي، إذ سجل الدولار أدنى مستوياته منذ عام 2023، مما زاد من جاذبية الذهب كبديل استثماري. كما أثرت التوترات السياسية والاقتصادية على الأسواق، بينما شكّل الحديث عن إقالة رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول زعزعة جديدة في الثقة بسياسات الولايات المتحدة النقدية. هذه الأحداث أدت إلى زيادة التدفق نحو أصول الملاذ الآمن، وخاصة الذهب، الذي يعزز مكانته في ظل ضعف العملات التقليدية وتزايد المخاوف من تأزم الأوضاع الاقتصادية.

الطلب العالمي والحرب التجارية يعززان الذهب

أدى الصراع التجاري المستمر بين الولايات المتحدة والصين إلى اضطراب الأسواق العالمية بشكل كبير، مما دفع المستثمرين للبحث عن خيارات أكثر أمانًا مثل الذهب. كما شهدت الصناديق المتداولة ارتفاعًا ملحوظًا في الحيازات المدعومة بالسبائك للمرة الأولى منذ عام 2022، مع مسار مستمر يعزز الطلب العالمي. بالإضافة لذلك، زادت البنوك المركزية من حيازاتها للذهب كجزء من الاحتياطيات النقدية، مما ساهم في استقرار وزيادة قيمة المعدن النفيس في الأسواق الدولية. وعلى صعيد آخر، حذرت الصين شركاءها الاقتصاديين من الوقوف ضد مصالحها في إبرام صفقات مع الولايات المتحدة، مما يبرز تعقيد الوضع الاقتصادي العالمي.

التوقعات المستقبلية لأسعار الذهب

مع استمرار التصاعد في الأزمات الاقتصادية والجيوسياسية، تشير التوقعات إلى مزيد من الارتفاع في أسعار الذهب خلال عام 2024. توقع خبراء من مجموعة “جولدمان ساكس” وصول أوقية الذهب إلى مستوى 4000 دولار خلال منتصف العام المقبل، مدفوعة بالطلب العالمي المتزايد وضعف الدولار المستمر. كما أن تقارير صندوق النقد الدولي المرتقبة حول التباطؤ العالمي قد تضفي مزيدًا من الزخم على أسعار المعادن الثمينة، بما في ذلك الفضة والبلاتين، مما يبرز أهمية التحوط والاستثمار في الأصول الآمنة وسط التحديات الاقتصادية الحالية.

بهذا المشهد، يبقى الذهب رمزًا للاستقرار الاقتصادي في أوقات التوتر، مما يلقي الضوء على أهمية الاستثمار في الأصول الثمينة خلال الأوقات غير المستقرة والتي تعاني فيها الاقتصادات العالمية من تحديات متعددة. نقطة النهاية.