سبع سنابل تجني الخير والبركة عندما تُوفي حق السائل والفقير وتحسن العطاء

شهر رمضان الكريم يحمل في طياته أسمى معاني البر والسخاء، فهو فرصة للمسلمين لتعزيز الإيمان وتوطيد الروابط الاجتماعية عبر فعل الخير والمواساة. ففي هذا الشهر الفضيل، تتجلى روح العطاء والإحسان، إذ تكتسب الصدقة مكانة عظيمة وتصبح حاملاً لرسالة السكينة والطمأنينة في النفوس، بالإضافة إلى تحقيق رضا الله وعطائه الواسع جزاءًا لصالح الأعمال.

## القبول والجزاء في الصدقة
تحمل الصدقة في الإسلام منزلة مميزة؛ إذ ورد في القرآن الكريم قوله تعالى: {مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبةٍ أنبتت سبع سنابل، في كل سنبلةٍ مائة حبةٍ والله يضاعف لمن يشاء} [البقرة:260]. يعكس هذا التشبيه مدى الفضل الذي يناله المنفقون والمخلصون بأعمالهم. ولكن لتحقيق قبول الصدقة، تلزم شروط أساسية مثل تجنب المنّ والأذى. تُشير الآية: {لهم أجرهم عند ربهم ولا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون} [البقرة:262]، إلى أن ضمان الجزاء الإلهي مشروط بالنقاء وحسن النوايا. فالمنّ يفسد بركة العمل، ويجب أن يكون السعي دومًا نحو النية الخالصة لله، ما يعزز التكافل الاجتماعي ويمنح المرء رضا الخالق ومضاعفة الحسنات.

## أهمية الصدقة عند دعم المستضعفين
تبرز الصدقة في أسمى معانيها عند دعم المستضعفين والمحتاجين، خصوصًا في الأزمنة التي تشتد فيها الأزمات مثلما يعاني إخوتنا في فلسطين. فالخير لا يقتصر على المال فقط، بل يمتد إلى الكلمة الطيبة ونصرة المظلومين. وقد كانت الصدقة جسرًا لتوفير الأمان الروحي والاجتماعي للمحتاجين، مما يساهم في تخفيف معاناتهم ونشر روح التضامن بين المسلمين.

## دور القول في نصرة المحتاجين
حتى إذا شحّت الإمكانيات المادية، تظل الكلمة أداة فعّالة لدعم الجياع والمقهورين. فرجاحة القول وتمثُّل القيم الإسلامية في التعامل مع المحتاجين يتطلبان التحلي بالصدق، ومعاونة أهل الحق، مثل دعم الفلسطينيين الذين يعانون الجور والخذلان. ليكن إنفاق الكلمة الطيبة ونصرة الأحرار في مقدمة أولوياتنا، لأن الصدقة ليست مالًا فقط، بل تحمل في باطنها الرحمة والعطاء الإنساني.

في النهاية، تشمل الصدقة بركات متعددة، وتتجلّى في صورتها الأبهى حين يقترن القول بالفعل، لتحقيق المنفعة للفقراء والمستضعفين، ونشر الخير في نفوس المؤمنين.