يا كفاية بقى! الراعي يطالب في رسالة عيد الفصح بوقف الحروب وصناعة الأسلحة

ألقى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي رسالة بمناسبة عيد الفصح وجهت إلى اللبنانيين عامة والمسيحيين خاصة، حيث عبّر عن أهمية السلام ونبذ الحروب مؤكدًا على ضرورة التعاون الإنساني لتحسين الأوضاع العالمية والمحلية، وحث على توفير الخبز بدلًا من السلاح، مشددًا على حتمية مساندة الأجيال الجديدة من خلال إصلاح نظام التعليم في لبنان بما يحقق العدالة ويضمن حقوق جميع الأطراف المعنية.

أهمية السلام في رسالة البطريرك الماروني

تضمنت رسالة البطريرك الماروني دعوة واضحة لوقف النزاعات والحروب والحد من عمليات تصنيع السلاح والتجارة به، حيث أكد أن العالم في حاجة ماسة إلى توفير الغذاء بدلًا من تكريس الموارد لصناعة الأسلحة، كما دعا إلى وقف عمليات الإجهاض والقضاء على حياة الأبرياء، مؤكدًا على أهمية فتح أيادي الخير والغنى لمملاء أيادي الفقراء والمحتاجين. في هذه الرسالة الإنسانية العميقة، يظهر التماشي مع القيم الروحية التي تنادي بحماية الحياة البشرية والكرامة الإنسانية في جميع الظروف، وهو ما يعتبر مطلبًا عالميًا وليس محليًا فقط.

التحديات التي تواجه القطاع التربوي في لبنان

سلط البطريرك الضوء على التدهور الذي يشهده القطاع التربوي في لبنان، حيث أشار إلى أن الأزمات الاقتصادية والسياسية المتلاحقة ألقت بظلالها على التعليم، مما جعل الحاجة إلى إصلاح جذري لهذا القطاع أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى، وقد شدد على الدور الكبير الذي يمكن أن يلعبه الحوار البناء في وضع استراتيجيات واضحة ومتشاور عليها بين جميع الأطراف المعنية، ما يساهم في وضع تشريعات عادلة تراعي حقوق الطلاب والمعلمين والإدارات التعليمية، ويشير بوضوح إلى ضرورة الالتزام بالمبادئ الدولية مثل تلك الواردة في شرعة حقوق الإنسان التي تكفل لكل شخص الحق في التعليم لتحقيق التنمية المستدامة بأبعادها الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية.

أسس التعليم العادل والمسؤولية المجتمعية

إن التعليم العادل هو ركيزة للتطور المجتمعي والاقتصادي، ومن خلال الرسالة، أكد البطريرك الراعي أن إعادة بناء قطاع التعليم تتطلب التخطيط الدقيق والموارد المناسبة، مما يتطلب تضافر الجهود بين الحكومة والقطاع الخاص والمؤسسات التعليمية، ومن دون هذا التعاون البناء بين الأطراف المختلفة، قد يبقى الوضع على ما هو عليه دون تقدم، ومن الضروري أن يتم تمكين المؤسسات التعليمية من أداء دورها بشكل كامل من خلال تأمين التمويل اللازم وتحسين بيئة التعليم، كما أن المبادرات الفردية والجماعية لدعم التعليم تلعب دورًا مباشرًا في تعزيز الاستقرار المجتمعي في المرحلة الراهنة.

في الختام، تأتي رسالة عيد الفصح كدعوة جماعية للتكاتف الإنساني والتوقف عن صنع الحروب التي لا تثمر سوى الدمار، والتركيز بدلًا منها على بناء الأجيال الجديدة بتعليم متطور يضمن مستقبلًا أكثر إشراقًا للبنان ولمجتمعنا الإنساني بشكل عام.