تراجع جديد في أسعار النفط رغم تصاعد التوترات العالمية.. فما الأسباب؟

أسعار النفط تتراجع وسط تأثيرات الصراع الروسي الأوكراني وتقلبات الأسواق التي تتابع بدقة تطورات الأزمة وتأثيرها المحتمل على إمدادات الطاقة العالمية، حيث انخفضت العقود الآجلة لخام برنت إلى 68.64 دولارًا للبرميل بانخفاض 16 سنتًا أو 0.23%، فيما هبط خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي إلى 64.64 دولارًا بانخفاض مماثل، بعد وصولهما أمس إلى أعلى مستوياتها في أكثر من أسبوعين.

أسباب تراجع أسعار النفط في ظل التوترات الجيوسياسية

يرجع محللون حركة أسعار النفط المتذبذبة إلى مجموعة من العوامل المتداخلة التي تؤثر بشكل واضح على السوق، من أهمها المخاوف التي تبرز بعد استهداف البنية التحتية للطاقة الروسية داخل أوكرانيا، مما يهدد تعطل الإمدادات. كما تعزز التوقعات بفرض إجراءات عقابية أمريكية إضافية على قطاع النفط الروسي من حالة عدم اليقين، في ظل تصاعد الضغوط السياسية. تُضاف إلى ذلك العوامل الفنية في الأسواق، حيث أشار خبراء في (آي.جي) إلى أن أسعار النفط تميل للاستمرار في الارتفاع إذا حافظت على مستويات المقاومة بين 64 و65 دولارًا، وهو ما يدفع المستثمرين إلى إعادة تقييم مراكزهم باستمرار.

• المخاوف من تعطيل الإمدادات النفطية عقب استهداف الطاقة في أوكرانيا.
• التوقعات بزيادة العقوبات الأمريكية على النفط الروسي.
• تحليل العوامل الفنية للأسواق ودور مستويات المقاومة السعرية.

موقف المؤسسات المالية وتأثير الضغوط السياسية على أسعار النفط

تُظهر المذكرات الصادرة عن المؤسسات المالية الكبرى مثل بنك باركليز أن أسعار النفط ما زالت تتحرك في نطاق ضيق، حيث تتأثر بشكل ملحوظ بالتحولات الجيوسياسية، لكنها تتمتع في الوقت ذاته بأساسيات متينة نسبيًا تدعم ثباتها النسبي. على الجانب السياسي، عاد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ليُثير توترات جديدة عبر تهديده بفرض عقوبات إضافية على روسيا في حال عدم تحقيق تقدم ملموس في المفاوضات مع أوكرانيا خلال الفترة القادمة، الأمر الذي يزيد من الضبابية ويدفع الأسعار إلى مزيد من التقلبات.

ترقب بيانات المخزونات والانعكاسات المحتملة على أسعار النفط

تتجه الأنظار نحو بيانات معهد البترول الأمريكي المتعلقة بالمخزونات النفطية، والتي من المتوقع أن تظهر انخفاضًا في مخزونات الخام والبنزين، مع احتمال ارتفاع مخزونات نواتج التقطير، الأمر الذي يحمل دلالات هامة حول التوازن بين العرض والطلب في السوق العالمية.

يتداخل هذا السيناريو مع الضغوط الجيوسياسية والعوامل الفنية، مما يجعل أسعار النفط عرضة لتحركات حادة في الفترة المقبلة، وسط حالة من الترقب الحذر بين المتعاملين والمستثمرين الذين يراقبون عن كثب تطورات الأسواق السياسية والاقتصادية على السواء