كيف ساهمت بريطانيا في إدخال شماغ البسام إلى الثقافة السعودية وترسيخها؟

الشماغ يعد واحدًا من أبرز قطع الأزياء التقليدية في السعودية والخليج العربي، مليئًا بتاريخ يروي قصة التجارة والتأثير الثقافي. لكنه لم يكن في الأصل منتجًا سعوديًا، حيث بدأ رحلته كمنتج بريطاني يُعرف باسم "الشماغ الخارق"، الذي وصل إلى المنطقة عبر التجار الفرس. فيما بعد، أصبح "شماغ البسام" رمزًا للأناقة والهوية في السعودية.

رحلة الشماغ إلى السعودية: من بريطانيا إلى الأسواق الخليجية

أنتجت بريطانيا الشماغ لأول مرة تحت اسم "الشماغ الخارق" وصدرته إلى مستعمراتها، منها الهند والخليج. استحوذ التجار الفرس على توزيعه، وشهد الطلب عليه نموًا ملحوظًا، حيث تم بيعه بكميات كبيرة للجيش الأردني واستخدمه البدو والمحاربون. وما لبث أن وصل المنتج إلى السعودية عبر التاجر الفارسي الذي أقنع صالح البسام بشرائه، مما فتح الطريق أمام البسام لتحويله إلى منتج يتمتع بشعبية واسعة.

تحول الشماغ إلى منتج سعودي بفضل شراكة استراتيجية

بعد أن حصل صالح البسام على وكالة استيراد الشماغ، انطلق في الترويج له بين كبار السن في السعودية، مما رسخ مكانته تدريجيًا. لكن نقطة التحول الكبرى جاءت عندما عقد البسام شراكة مع محمد السعد العجلان، رجل الأعمال البارز الذي ساهم بنجاح في توسيع النطاق التجاري للشماغ داخل المملكة وخارجها.
مراحل تطور الشماغ:

• انتقاله من الزي الرسمي لكبار السن إلى منتج متعدد الفئات العمرية.
• زيادة شعبيته بعد إدخاله السوق الخليجية، خاصة جدة والكويت.
• ارتباطه بعلامة "وارد البسام"، ما أسهم في تعزيز مكانته.

الشماغ الأحمر: أيقونة سعودية بامتياز

في السابق، كان يرتديه كبار السن فقط، بينما فضل الشباب الغترة البيضاء. مع الوقت، أصبح الشماغ الأحمر خيارًا عصريًا يناسب الفئات الشابة والمسؤولين. وأصبح جزءًا أساسياً من الزي التقليدي السعودي، الذي يحمل معنًى يتجاوز الأناقة ليعبر عن الأصالة والتراث.
اليوم، يمثل "شماغ البسام" هوية سعودية خالصة، بنيت من مزيج بين الابتكار والاستفادة من الفرص التجارية، ما يجعله قطعة لا غنى عنها في كافة المناسبات.