زكاة الفطر: كيفية حسابها، موعد إخراجها، وحكم دفعها نقدًا وفقًا للشريعة الإسلامية.

تبرز زكاة الفطر كواحدة من الشعائر الإسلامية المهمة التي تعزز قيم التكافل الاجتماعي والمحبة بين المسلمين. تُفرض هذه الزكاة على كل مسلم قادر، وتُخرج كمقدار محدد من الطعام أو نقدًا وفقًا لاجتهاد العلماء. تهدف إلى تطهير الصائم من اللغو والرفث، وتوفير احتياجات الفقراء يوم العيد، مما يساهم في نشر أجواء الفرح والتكافل بالمجتمع.

حكم إخراج زكاة الفطر نقدًا

أجاز الفقهاء إخراج زكاة الفطر نقدًا، حيث يُمكن للمحتاجين بذلك توفير احتياجاتهم اليومية بسهولة. هذا الرأي الميسّر أيدته العديد من دور الإفتاء، ومنها دار الإفتاء المصرية، باعتبار أن النقد يمنح الفقراء مرونة أكبر في اختيار ما ينقصهم. ومع ذلك، تبقى القيمة المالية المحددة مرتبطة بأسعار القمح، وهو معيار نبوي لتقدير الزكاة.

موعد إخراج زكاة الفطر

يمكن إخراج زكاة الفطر بداية من أول يوم في رمضان وحتى موعد صلاة عيد الفطر. حث النبي ﷺ على إخراجها قبل الصلاة قائلًا: “فرض رسول الله ﷺ زكاة الفطر من رمضان على كل مسلم، تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة”. إذا تأخر المسلم عن هذه الفترة دون عذر شرعي، تفقد الزكاة قيمتها كوسيلة لإغناء الفقراء يوم العيد.

تحديد قيمة زكاة الفطر في 2025

بالنسبة لعام 2025، حددت دار الإفتاء المصرية القيمة الأدنى لزكاة الفطر بمبلغ 35 جنيهًا للفرد. هذا المبلغ تم احتسابه بناءً على سعر إردب القمح، حيث يبلغ سعره 2000 جنيه ويزن 150 كيلوجرامًا، مما يجعل الحد الأدنى حوالي 27.19 جنيهًا. رغم ذلك، تم رفع القيمة لضمان فائدة أكبر للمحتاجين.

تُوزع زكاة الفطر على الفئات الواردة في القرآن، مثل الفقراء، المساكين، والغارمين. ويُشترط أن يمتلك المسلم القدرة على الإنفاق دون التأثير على احتياجات أسرته الأساسية. يُستثنى من الزكاة الأجنة غير المولودة قبل غروب آخر يوم في رمضان، والأشخاص المتوفين قبل مغرب ليلة العيد.

زكاة الفطر ليست مجرد عبادة مالية، بل هي وسيلة فعّالة لنشر السعادة وتمكين المحتاجين في يوم العيد المبارك، مما يعزز القيم الإنسانية وأواصر المحبة في مجتمعاتنا.