شوف الإجابة: كم خسرت أمريكا بفشل وعود ترامب الاقتصادية؟ الجمارك تكشف الحقيقة

على الرغم من الترويج الكبير لسياسات الرسوم الجمركية التي تبنتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، أظهرت البيانات الحديثة أن النتائج الفعلية جاءت أقل من التوقعات الاقتصادية التي روجت لها الإدارة حينها. فقد أوردت هيئة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية أن إجمالي العوائد من الرسوم الجمركية التبادلية بلغ 21 مليار دولار فقط على مدار أكثر من ثلاث سنوات، ما يكشف عن فجوة بين الشعارات السياسية والواقع الاقتصادي.

كم خسرت أمريكا بسبب وعود ترامب الاقتصادية؟

عندما تبنّت إدارة ترامب سياسة الرسوم الجمركية كان الهدف الرئيسي تعزيز الاقتصاد الأمريكي من خلال تقليص العجز التجاري وتعزيز الصناعات المحلية، لكن الأرقام الحالية تشير إلى نتائج متفاوتة. على سبيل المثال بلغ المتوسط اليومي لعوائد الرسوم حوالي 250 مليون دولار فقط، وهو أقل بكثير من الوعود الرنانة التي أطلقها ترامب بتحصيل ملياري دولار يوميًا. وفق شبكة “سي إن بي سي”، قد لا تكون هذه الفجوة مجرد أرقام مالية ولكنها توضح قصورًا في تحقيق الأهداف السياسية والاقتصادية المعلنة، بل كان لذلك دور في تصعيد التوترات التجارية العالمية التي أضرت ببعض القطاعات الأمريكية نفسها.

تأثير الرسوم الجمركية على الاقتصاد الأمريكي

إلى جانب تقليل العوائد الفعلية، أدت سياسة الرسوم الجمركية إلى تداعيات اقتصادية متعددة. فقد ارتفعت كلفة المنتجات الاستهلاكية التي تحتاجها الشركات المحلية جراء زيادة الضرائب على الواردات، مما أدى إلى تحمل المستهلك الأمريكي لهذه الزيادات. علاوة على ذلك، اعتمد الشركاء الدوليون، مثل الصين، سياسات مضادة أضرت بالصادرات الأمريكية، خاصة القطاع الزراعي الذي شهد انخفاضًا ملحوظًا في الصادرات بسبب حظر بعض المنتجات الأمريكية. لذا، برغم ما أثير حول قوة الاقتصاد في تلك الفترة، يجد الخبراء أن الآثار كانت جزئية وأضرت ببعض الفئات الاقتصادية.

هل حققت سياسات ترامب أهدافها؟

بالنظر إلى أهداف إدارة ترامب، كانت السياسات الجمركية تهدف إلى حماية الوظائف الأمريكية وتحفيز الشركات على العودة للإنتاج داخل الولايات المتحدة، لكنها لم تحقق الفاعلية المتوقعة بالكامل. فما زالت الشركات الأمريكية تعتمد على سلاسل التوريد العالمية؛ وفي ذات الوقت تأثر المستهلك بارتفاع الأسعار الناتجة عن زيادة الضرائب على السلع المستوردة. يشير الاقتصاديون إلى أن مثل هذه السياسات أثرت بشكل أكبر على الفئات ذات الدخل المحدود مقارنة بالشركات الكبرى التي استطاعت التكيف مع فرض الرسوم.

وبالنظر إلى الصورة الكاملة، تظل سياسات إدارة ترامب موضع جدل اقتصادي وسياسي بين مؤيد ومعارض، حيث إن تأثيرها بعيد المدى يظل خاضعًا لتحليلات إضافية مع مرور الزمن.