شوف الحكاية: اجتماع الموساد مع مبعوث ترامب قبل مفاوضات إيران

تسعى إسرائيل بشكل مكثف للتأثير على القرار الأميركي في مرحلة حساسة من المفاوضات النووية مع إيران، حيث تتزايد المخاوف من احتمالية تقديم تنازلات أميركية قد تؤدي إلى إضعاف موقع الأمن الإقليمي لإسرائيل. في هذا الإطار، تكثف المسؤولين الإسرائيليين من جهودهم الدبلوماسية السرية للضغط على واشنطن قبل الجولة الثانية للمحادثات المزمع عقدها يوم السبت في روما.

المفاوضات النووية بين إيران وأميركا وتدخل إسرائيل

تتجه الأنظار إلى العاصمة الإيطالية روما حيث ستُجرى الجولة الثانية من المفاوضات النووية بين واشنطن وطهران، والتي تعتبر حدثًا مفصليًّا في تحديد مستقبل الاتفاق النووي. ووفقًا لمصادر مطلعة داخل إسرائيل، فإن المسؤولين الإسرائيليين يبذلون جهودًا كبيرة للتأثير على مسار هذه المحادثات من أجل ضمان عدم تقديم أميركا تنازلات قد تُضر بمصالح إسرائيل الإقليمية. وقد شهدت باريس خلال الأيام الماضية لقاءً مهمًّا جمع المسؤول الإسرائيلي رون ديرمر مع المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، بحضور رئيس جهاز الموساد دادي بارنيع، حيث تمت مناقشة تداعيات الملف النووي الإيراني على أمن المنطقة.

التخوف الإسرائيلي من تقديم تنازلات أميركية

يعكس الحراك الدبلوماسي الإسرائيلي قلقًا واضحًا من إمكانية أن تقوم واشنطن بتقديم تنازلات لطهران خلال هذه المفاوضات الحساسة. حسب الخبراء، فإن مثل هذه التنازلات قد تجعل إسرائيل تواجه تحديات أمنية متزايدة في منطقة الشرق الأوسط، خاصة مع تصاعد النفوذ الإيراني في المنطقة. لم تُعلن تفاصيل الاجتماع الذي عُقد بين الجانبين في باريس، ولكن توقيته وإلحاحه يشيران إلى أن إسرائيل ربما قدمت معلومات جديدة أو دلائل قد تسعى للتأثير على قرارات الوفد الأميركي. جهود التأثير هذه تمثل مسعىً استراتيجيًا من الحكومة الإسرائيلية للحفاظ على استقرارها في ظل أي تغيّر في موازين القوى الإقليمية.

انعكاسات محتملة على المنطقة

قد تكون نتائج هذه المفاوضات النووية محطة تغير في التوازنات الإقليمية، إذ يمكن أن يترتب عليها تخفيف العقوبات عن إيران مقابل التزامها ببنود معينة؛ ما يمنح طهران مساحة أكبر لتعزيز نفوذها في ملفات متعددة مثل السياسة الإقليمية والصواريخ الباليستية. هذا الوضع قد يضع تحديات أمام إسرائيل؛ تجعلها أكثر عرضة لتهديدات تأتي من وكلاء إيران في المنطقة. في هذا السياق، تسعى إسرائيل بشدة لضمان دعم الحلفاء الغربيين لمواقفها وللحفاظ على التحالف الإستراتيجي مع الولايات المتحدة في تلك القضية التي تُعد مصيرية لأمنها القومي.