يا جماعة احترسوا! بكتيريا تسبب التسمم تؤدي لغلق بلبن وكرم الشام ووهمي مؤقتًا بقرار من سلامة الغذاء.

تتابع هيئة سلامة الغذاء جهودها المستمرة لضمان حماية المستهلكين من المنتجات غير الصالحة، حيث أعلنت عن نتائج حملة رقابية واسعة استهدفت سلاسل غذائية شهيرة مثل بلبن وكرم الشام وغيرها خلال شهر أبريل. وقد كشفت هذه الحملة عن مخالفات خطيرة تتعلق بـ”سلامة الغذاء”، مما أثار قلق المواطنين ودفع الجهات المعنية لاتخاذ قرارات حاسمة.

أوضحت الهيئة أن العديد من الشكاوى وردت من المستهلكين حول وجود منتجات غذائية فاسدة في الأسواق، مما تسبب في إصابة البعض بأعراض تسمم غذائي خطيرة. وقد أدى ذلك إلى تكثيف الجولات التفتيشية على المنشآت الغذائية التابعة للسلاسل المذكورة في مختلف المحافظات، حيث تم سحب عينات من المنتجات والخامات لتحليلها. وجاءت النتائج صادمة، إذ أظهرت وجود بكتيريا ضارة تؤثر على الجهاز الهضمي، بالإضافة إلى استخدام مواد ملونة محظورة دوليًا وطرق تخزين غير سليمة تؤدي إلى فساد المنتجات. ومن هنا، بات من الضروري التأكيد على أهمية الالتزام بمعايير “سلامة الغذاء” لتجنب مثل هذه المخاطر التي تهدد صحة المجتمع.

دور هيئة سلامة الغذاء في حماية المستهلكين

تُعد هيئة سلامة الغذاء الدرع الأول في مواجهة المخالفات المتعلقة بجودة المنتجات الغذائية، حيث تعمل بشكل مستمر على مراقبة الأسواق وحماية المواطنين من المخاطر الصحية. وخلال الحملة الأخيرة، قامت الفرق الرقابية بزيارة أكثر من 47 منشأة تابعة لسلاسل معروفة، وتم اتخاذ إجراءات صارمة شملت الإغلاق المؤقت للعديد من الفروع، ومصادرة المنتجات غير الصالحة للاستهلاك الآدمي، وإعدامها وفق اللوائح المعمول بها. كما أكدت الهيئة أن هذه الجولات لن تتوقف، بل ستستمر بوتيرة متسارعة للتأكد من التزام جميع المنشآت بمعايير “سلامة الغذاء”، مع التشديد على أن أي تجاوز سيُواجه بعقوبات رادعة تحفظ حقوق المستهلك.

تأثير مخالفات سلامة الغذاء على المستهلك والاقتصاد

إن التهاون في تطبيق معايير جودة وسلامة المنتجات الغذائية لا يقتصر ضرره على صحة المستهلكين فحسب، بل يمتد ليشمل الاقتصاد الوطني بشكل كبير. فعندما تتعرض سلاسل تجارية كبيرة للإغلاق بسبب مخالفات تتعلق بـ”سلامة الغذاء”، كما حدث مع شركة بلبن التي أغلقت جميع فروعها البالغ عددها 110 فرعًا، يترتب على ذلك خسائر مادية ضخمة، فضلًا عن فقدان الثقة في العلامة التجارية. ومن الجدير بالذكر أن إغلاق هذه الفروع أثر على حياة 25 ألف عامل وموظف، مما يبرز الحاجة الملحة لتطبيق لوائح صارمة من البداية لتجنب مثل هذه الأزمات. علاوة على ذلك، فإن الوعي المجتمعي بأهمية الإبلاغ عن المخالفات يمكن أن يسهم في الحد من انتشار المنتجات غير المطابقة للمواصفات.

كيفية الوقاية من مخاطر سلامة الغذاء في المنزل والأسواق

لضمان حماية أنفسنا وعائلاتنا من مخاطر المنتجات الغذائية الفاسدة، يتعين علينا اتباع مجموعة من الإرشادات الأساسية التي تضمن الوقاية والحفاظ على الصحة العامة. يمكن للمستهلكين أن يلعبوا دورًا فعالًا في تعزيز “سلامة الغذاء” من خلال اختيار المنتجات بعناية، والتأكد من تاريخ الصلاحية، وملاحظة ظروف التخزين في الأسواق. كما يُنصح بشراء المنتجات من مصادر موثوقة، وتجنب الشراء من أماكن غير معروفة أو لا تلتزم بمعايير النظافة. وفي المنزل، يجب تخزين الطعام بطرق سليمة، مع فصل الأطعمة النيئة عن المطهية لتجنب التلوث. وأخيرًا، يُشجع الجميع على الإبلاغ عن أي منتج مشبوه عبر قنوات الهيئة الرسمية للمساهمة في حماية المجتمع.

فيما يلي بعض النصائح العملية للمستهلكين لتعزيز السلامة الغذائية في حياتهم اليومية:

• قراءة البيانات الموجودة على عبوات المنتجات بعناية للتأكد من تاريخ الإنتاج والصلاحية.
• التأكد من ظروف التخزين في الأسواق، مثل درجة الحرارة المناسبة للمنتجات المبردة.
• الإبلاغ الفوري عن أي شكوى أو ملاحظة عبر الخطوط الساخنة للهيئة.

لتسليط الضوء على أهمية الرقابة، يمكن الاطلاع على الجدول التالي الذي يوضح بعض النتائج الأساسية للحملة الرقابية الأخيرة:

في الختام، تبقى سلامة الغذاء مسؤولية مشتركة بين الجهات الرقابية والمستهلكين وأصحاب المنشآت، حيث يتعين على الجميع التعاون لضمان بيئة غذائية آمنة وصحية. إن الالتزام باللوائح والمعايير المحددة لن يحمي صحتنا فحسب، بل سيسهم أيضًا في دعم الاقتصاد من خلال الحفاظ على سمعة العلامات التجارية واستمرارية عملها. لذا، ينبغي أن تكون “سلامة الغذاء” محور اهتمامنا جميعًا، سواء على المستوى الفردي أو الجماعي، لضمان حياة صحية ومستدامة للأجيال الحالية والقادمة.