يا جماعة شوفوا! جبانة القاهرة التاريخية تحت تهديد الهدم بباب النصر في مصر مجددًا.

يثير موضوع هدم مقابر القاهرة التاريخية جدلًا واسعًا في مصر، حيث بدأت السلطات في إزالة عدد من المقابر بمناطق مثل “باب النصر” لإنشاء مشروعات حديثة كجراجات متعددة الطوابق، مدعية أنها تدعم حركة الزوار. هذا الأمر أثار استياء الكثيرين من المهتمين بالتراث المصري وحماية الإرث الحضاري.

هدم مقابر القاهرة التاريخية: انتهاك للتراث الحضاري

تشهد مناطق القاهرة التاريخية، بما في ذلك الإمام الشافعي وباب النصر، عمليات هدم مكثفة للمقابر الإسلامية التي تعود إلى عصور مختلفة، كالعثمانيين والمماليك. هذه الخطوة تأتي في إطار خطط حكومية لتطوير محاور مرورية جديدة وتسهيل حركة التنقل، لكنها تتجاهل أهمية هذه الأماكن كجزء لا يتجزأ من التراث الإنساني. فقد تم توثيق هدم قباب ومآذن تاريخية مثل قبة محمود باشا الفلكي، أحد أعلام علم الفلك الحديث، ومئذنة خانقاه قوصون، مما يعكس تسارع وتيرة فقدان الإرث المعماري. ويحذر الخبراء من أن استمرار هذه الممارسات قد يؤدي إلى ضياع جزء كبير من هوية مصر الحضارية، خاصة أن هذه المقابر مدرجة ضمن قوائم التراث العالمي لليونسكو ومحمية بموجب القوانين المصرية.

تأثير هدم مقابر القاهرة التاريخية على الهوية الوطنية

إن هدم مقابر القاهرة التاريخية لا يقتصر على فقدان مبانٍ أثرية فحسب، بل يمتد ليشمل طمسًا لصفحات من تاريخ الأمة المصرية. تحتوي هذه المقابر على رفات شخصيات بارزة ساهمت في بناء الحضارة المصرية، مثل ابن خلدون وشاعر النيل حافظ إبراهيم، فضلًا عن تصميماتها المعمارية الفريدة التي تعكس تطور الفنون عبر العصور. وقد أوقفت محافظة القاهرة الدفن في مقابر مثل الإمام الشافعي والسيدة نفيسة، مطالبة الأهالي بنقل رفات ذويهم إلى مدافن بديلة بعيدة، مما أثار غضبًا شعبيًا واسعًا. هذا الإجراء، وفقًا للنشطاء، يهدد النسيج الاجتماعي والثقافي للمجتمع المصري، ناهيك عن مخالفته لقوانين حماية الآثار التي تصنف هذه المناطق كمواقع تراثية محمية. وتطالب منظمات المجتمع المدني، بما في ذلك نقابة المهندسين، بوقف هذه الأعمال فورًا والتشاور مع المتخصصين لإيجاد حلول تحافظ على التراث مع تلبية احتياجات التطوير.

البدائل المقترحة للحفاظ على مقابر القاهرة التاريخية

بدلًا من هدم مقابر القاهرة التاريخية، يمكن للسلطات اعتماد حلول مستدامة تحقق التوازن بين التطوير العمراني والحفاظ على الإرث الحضاري. من بين هذه الحلول، إعادة تأهيل المناطق المحيطة بالمقابر لتصبح وجهات سياحية تعليمية، مما يدر عائدًا اقتصاديًا ويعزز الوعي بأهمية هذه المواقع. كما يمكن تطوير محاور مرورية بعيدة عن المناطق التراثية، أو استخدام تقنيات حديثة مثل الأنفاق لتفادي التدخل المباشر في المواقع الأثرية. ومن المهم أن تشارك المجتمعات المحلية والخبراء في اتخاذ القرارات المتعلقة بهذه المناطق، لضمان حماية الهوية الثقافية والتاريخية. وفي هذا السياق، يُقترح إنشاء لجان مشتركة بين الحكومة ومنظمات التراث لمراجعة المشروعات المقترحة وضمان توافقها مع قوانين حماية الآثار والمواثيق الدولية. إن الحفاظ على هذه المقابر ليس مجرد واجب قانوني، بل هو التزام أخلاقي تجاه الأجيال القادمة لنقل تراث مصر العريق إليهم.

فيما يلي جدول يوضح بعض المناطق المتأثرة بعمليات الهدم:

المنطقة الأهمية التاريخية
باب النصر مقابر تعود لعصور المماليك والعثمانيين
الإمام الشافعي تحتوي على رفات شخصيات بارزة وتصميمات معمارية فريدة
السيدة عائشة مواقع تراثية من القرن التاسع عشر

وفي الختام، يظل الحفاظ على التراث المصري، بما فيه مقابر القاهرة التاريخية، مسؤولية مشتركة بين الحكومة والمجتمع. إن إيجاد حلول متوازنة يضمن استمرارية التطوير دون التضحية بالهوية الحضارية، ويحافظ على هذه الكنوز التي تمثل جزءًا أساسيًا من تاريخ مصر وإرثها الإنساني.