قوات تعلن هجوماً برياً مرتقباً من الحديدة وتعز إلى إب بهدف تحرير صنعاء.. ومخاوف من تضييع الفرصة

عملية برية ضد الحوثيين تبرز كخيار محتمل تنفذه قوات يمنية مناهضة للميليشيا، إلا أن تفاصيل هذه الخطوة لا تزال غامضة، حيث يتساءل البعض إن كانت ستقتصر على تأمين السواحل الغربية تحت إطار الرؤية الأمريكية والغربية، أو تتوسع لتشمل مناطق صنعاء وصعدة بحسب طموحات داخلية يمنية، وفق ما أوضح المحلل السياسي مصطفى ناجي الجبزي. ويشير الجبزي إلى أن الاستراتيجية المحتملة قد ترتكز على تقسيم الأهداف، بداية بحسم معركة الحديدة ثم استعادة أجزاء من تعز تمهيدًا للسيطرة على إب، مع دفع الحوثيين خارج محيط مأرب والبيضاء، إلا أن هذه الرؤية تواجه تراجعًا واضحًا لأسباب متعددة.

تحديات استراتيجية في العملية البرية ضد الحوثيين

يرى الجبزي أن من أبرز العوامل التي تعيق تنفيذ العملية البرية ضد الحوثيين، تردد الدول الإقليمية في إعادة تنشيط محور الحرب في اليمن، خاصة بعد الميل نحو التقارب مع إيران، ما يصعب الحصول على الدعم اللوجستي والسياسي للعمليات البرية؛ وهذا الإشكال يمكن تجاوزه بالإصرار الأمريكي. كذلك تشتت الاهتمام جراء التحركات التي يشنها المجلس الانتقالي في المحافظات الشرقية، والتي تمثل صراعات فرعية ضمن تنافس القوى الإقليمية على النفوذ قبل استهداف الحوثيين. ويضيف الجبزي أن استمرار الحملات الجوية الأمريكية مرتبط بسلوك الحوثيين في البحر الأحمر ومدى التزامهم بخفض التصعيد، بالإضافة إلى التطورات في مفاوضات البرنامج النووي الإيراني، فإذا غابت هذه الظروف الإيجابية، تبقى الضربات الجوية وحدة دون زيادة فرص نجاح العملية البرية، مما يعرضها للاندثار سريعًا دون تحقيق مكاسب ميدانية ملموسة.

أخبار التسريبات وموقف السعودية والإمارات من العملية البرية ضد الحوثيين

نشرت وكالة بلومبرج تقريرًا يوم الأربعاء الماضي يفيد بأن قوات يمنية معارضة للحوثيين وحلفائهم الإيرانيين تجري محادثات مع الولايات المتحدة وحلفاء خليجيين بشأن احتمال تنفيذ هجوم بري، فيما أكدت السفارة الأمريكية لدى اليمن أن الحملة الحالية تستهدف فقط القدرات العسكرية للحوثيين. وأشارت صحيفة وول ستريت جورنال يوم الاثنين إلى أن فصائل يمنية تدرس شن هجوم بري بمحاذاة ساحل البحر الأحمر، مستغلة القصف الجوي الأمريكي للحوثيين، وأن الإمارات ناقشت هذه الخطط مع مسؤولين أمريكيين، إلا أن الإمارات نفت هذه التقارير بشدة. ونقلت وكالة رويترز عن “لانا نسيبة”، مساعدة وزير الخارجية الإماراتي للشؤون السياسية، وصفها تلك التقارير بأنها “قصص جامحة بدون أساس”، كما نفى مصدر سعودي مسؤول صحة الحديث عن مشاركتها في محادثات مع الولايات المتحدة حول هجوم بري محتمل تشنه الفصائل اليمنية ضد الحوثيين الذين يتحكمون بمناطق واسعة من اليمن.

عوامل نجاح العملية البرية ضد الحوثيين وفرص تنفيذها

تُظهر التطورات الراهنة أن فرص تنفيذ عملية برية ضد الحوثيين تواجه تحديات جدية، أبرزها:

  • تردد الدعم الإقليمي العسكري والسياسي بسبب التقارب الإيراني الإقليمي
  • تداخل الصراعات الداخلية بين القوى اليمنية، خصوصًا الدور الذي يمارسه المجلس الانتقالي
  • ارتباط استمرار الحملات الجوية الأمريكية بسلوك الحوثيين في البحر الأحمر والتزامهم بالتهدئة البحرية
  • تأثير المفاوضات النووية الإيرانية وإمكاناتها في تغيير مواقف الدول الإقليمية والدولية
العامل تأثيره على العملية البرية
الدعم الإقليمي معوق بسبب التقارب مع إيران
الصراعات الداخلية تشتت الموارد والسيطرة
السلوك الحوثي بحريًا محدد لاستمرار الهجمات الجوية
المفاوضات النووية عوامل محتملة لتغيير المشهد السياسي

وتعكس هذه العوامل مجتمعة أن هناك احتمالاً كبيرًا لتبدد فرصة العملية البرية سريعًا، أو حصرها ضمن ضربات جوية دون تحرك بري حقيقي، مما يجعل مصير المواجهة مع الحوثيين في حالة ترقب دقيق بين التحديات السياسية والعسكرية واللوجستية.