وفد من الكونجرس الأميركي يزور سجن صيدنايا بدمشق لأول مرة منذ سنوات ويرتبط بلقاء مهم حول الشرع

نائب الكونجرس الأمريكي يصل دمشق في زيارة لتقييم الوضع بعد سقوط النظام السوري

في خطوة تاريخية، وصل نائبا الكونجرس الأمريكي الجمهوريان كوري ميلز من ولاية فلوريدا، ومارلين ستاتزمان من ولاية إنديانا، إلى دمشق برفقة عدد من أفراد الجالية السورية المقيمين في الولايات المتحدة الأمريكية، في زيارة تهدف إلى تقييم الواقع المعيشي والاجتماعي في سوريا بعد سقوط النظام السابق. نظمت هذه الجولة منظمة “التحالف السوري الأميركي من أجل السلام والازدهار” غير الربحية ومقرها ولاية إنديانا، التي تسعى لتعزيز العلاقات بين واشنطن ودمشق في مرحلة جديدة بعد نظام بشار الأسد.

جولة ميدانية في حي جوبر لتقييم الدمار واحتياجات إعادة البناء

قام الوفد الأمريكي بزيارة حي جوبر في دمشق، وهو أحد الأحياء التي تعرضت لأضرار جسيمة جراء القصف خلال الحرب، حيث سعى أعضاء الوفد إلى الوقوف ميدانياً على مدى الدمار ومدى حاجة المنطقة إلى مشاريع إعادة البناء. هذه الجولة الميدانية تجسد الجهود المبذولة لفهم الواقع الحقيقي للسكان المتضررين بعد سنوات من النزاع، وتعكس الأهمية الكبرى لتقييم الاحتياجات الحقيقية التي تسمح بإعادة تأهيل المناطق المنكوبة.

فتح قنوات الحوار مع القيادة السياسية والدينية السورية

تهدف زيارة نائبَي الكونجرس الأمريكي إلى فتح قنوات تواصل مباشرة مع القيادة السورية الجديدة، إذ يتوقع أن يلتقي الوفد بالرئيس السوري أحمد الشرع، ورؤساء الوزراء، إضافة إلى عدد من الوزراء المعنيين بملفات التنمية والبنية التحتية. كذلك تشمل الزيارة لقاءات مع قيادات دينية بارزة، من بينهم ممثلون عن الطائفة المسيحية، لتعزيز أواصر التفاهم بين الأطراف المختلفة في سوريا. ويضم برنامج الزيارة أيضاً جولات في المدينة القديمة بدمشق ومحيطها الذي طالته آثار حرب استمرت نحو أربعة عشر عاماً، ما يعزز من رؤية الوفد على حجم التحديات التي تواجه إعادة الإعمار.

زيارة سجن صيدنايا والاطلاع على آثار العقوبات الأمريكية وتأثيرها الاقتصادي

يشمل جدول الزيارة الأمريكية زيارة سجن صيدنايا، المعروف بتاريخه المظلم كمركز اعتقال وتعذيب وإعدام خلال عهد بشار الأسد، في خطوة تهدف للاعتراف بالانتهاكات الجسيمة والاطلاع على مساعي المرحلة الانتقالية لتحقيق العدالة. وفي سياق متصل، أوضح الدكتور طارق كتيلة، أحد منظمي الزيارة، أن الهدف الرئيسي من هذه الجولة هو اطلاع المشرّعين الأمريكيين على الواقع الاقتصادي والاجتماعي لسوريا وعلى التأثير المستمر للعقوبات الأمريكية المفروضة عليها، مشيراً إلى أن الزيارة من المتوقع أن تمهّد الطريق لعلاقة جديدة بين واشنطن ودمشق بعيداً عن النفوذ الروسي والإيراني.

• تقييم حجم الدمار في المناطق المتضررة
• فتح حوار مع القيادة السياسية والدينية السورية
• الاطلاع على وضع حقوق الإنسان في مراكز الاحتجاز
• مناقشة تداعيات العقوبات الاقتصادية الأمريكية
• بحث سبل إعادة الإعمار والاستقرار في المنطقة

صرح النائب الجمهوري كوري ميلز لـ”نيويورك تايمز” عقب وصوله إلى دمشق، بقوله: “من المهم الحضور والاستماع مباشرةً إلى الواقع على الأرض، فهناك فرصة هائلة للمساهمة في إعادة بناء سوريا ودفع جهود الاستقرار في أرجاء المنطقة”. وأكد ميلز أن السياسة الأمريكية أثناء فترة إدارة الرئيس دونالد ترامب كانت تركز على تعزيز الاستقرار الإقليمي وتوسيع اتفاقيات أبراهام، مبرزاً العمل على دراسة طرق لمنع الفراغ الذي قد تتسلل إليه قوى معادية في سوريا، بالإضافة إلى كيفية الإسهام بفعالية في عملية إعادة الإعمار بعد سنوات من الصراع الطويل.