الولايات المتحدة تحذر من استخدام الحوثيين للمدنيين في رأس عيسى كـ”قربان بشري” للترويج الإعلامي

الغارات الأمريكية على ميناء رأس عيسى وعلاقتها بسقوط ضحايا من سائقي المقطورات هي محور جدل متجدد كشفته مصادر محلية مطلعة على تفاصيل الحدث الذي أصاب اليمن بصدمة إنسانية وسياسية.

تفاصيل تحذير الغارات الأمريكية على ميناء رأس عيسى وتأثيره على الصراع

كشفت مصادر في ميناء رأس عيسى تفاصيل دقيقة تتعلق بالغارات الأمريكية الأخيرة التي استهدفت الميناء النفطي الخاضع لسيطرة الحوثيين؛ حيث أفاد هؤلاء بأن الأمريكيين أبلغوا سفينة راسية في الميناء بضرورة الابتعاد قبل تنفيذ الهجوم بساعة واحدة، وقد نُقلت هذه المعلومة إلى قيادة الحوثيين ومسؤولي الميناء مباشرةً. وأكدت المصادر أن السفينة التي تلقت التحذير تراجعت من المنطقة حفاظًا على سلامة طاقمها من العاملين الأجانب، بينما اقتصرت تحذيرات الحوثيين على عناصرهم فقط، دون إشعار سائقي المقطورات والتي كانت حاضرة على الرصيف وقت الغارات الأمريكية على ميناء رأس عيسى. هذه السلوكيات أثارت تساؤلات حول نية الجماعة في إهمال تحذير الفئات الأخرى المتواجدة في الميناء، والتي تعرضت لأضرار كبيرة.

محاولة الحوثيين استغلال ضحايا الغارات الأمريكية على ميناء رأس عيسى إعلاميًا وإنسانيًا

تشير المصادر إلى أن قناة “المسيرة” التابعة للحوثيين كانت جاهزة لتوثيق الغارات الأمريكية على ميناء رأس عيسى، وانتظرت لحظة الهجوم بعناية؛ حيث سارعت القناة إلى استخدام ما وصفته بـ”الجريمة” والدعوى الإنسانية لضحايا الغارات، رغم أن هؤلاء الضحايا، وهم غالبًا من سائقي المقطورات ومرافقيهم، لا ينتمون للحوثيين ولا يشكلون جزءًا من الصراع، وأغلبهم من محافظة عمران التي لا ترتبط بالحوثيين سياسيًا أو اجتماعيًا. ويتهم مراقبون الحوثيين بتقديم هؤلاء الضحايا كـ “قربان” طوعي لدعم أجندتهم الإعلامية والسياسية، بعد أن مرّ أكثر من شهر ونصف من وقوع الغارات دون أن تحقق الجماعة أي نفع إعلامي ملموس من استهداف مواقعها، مستغلين الضحايا لإعادة رسم صورة الضحية التي تساعد في تعزيز موقفهم على الصعيد الداخلي والخارجي.

حصيلة القتلى وأبعاد الغارات الأمريكية على ميناء رأس عيسى وتأثيرها على المشهد اليمني

أعلنت جماعة الحوثي أن حصيلة القتلى في الغارات الأمريكية على ميناء رأس عيسى وصلت إلى 80 قتيلًا على الأقل، مع أكثر من 150 جريحًا، وفقًا لما نقلته وسائل إعلام تابعة لهم، مما يعكس حجم الكارثة التي أعقبت القصف الأمريكي. وكان لافتًا أن غالبية الضحايا من مناطق لا يدعم سكانها الفكر الحوثي، مما يؤكد أن الجماعة استفادت من هذه المأساة لتوجيه الاستعراض الإعلامي في صالح تحركاتها السياسية. الجدير بالذكر أن هذه الغارات أدت إلى توقيت استثنائي للتحذيرات على بعض المستهدفين، في حين تركت أخرى دون إعلام، ما أسفر عن سقوط عشرات الأصوات البريئة في منطقة تشهد نزاعًا مستمراً.

• إبلاغ السفينة الراسية بموعد الغارات الأمريكية قبل ساعة واحدة
• عدم تحذير سائقي المقطورات المتواجدين على الرصيف
• استغلال الحوثيين للضحايا إعلامياً بعد الهجوم
• ارتفاع حصيلة القتلى إلى 80 قتيلًا وعدد الجرحى 150

تشير هذه التفاصيل إلى أن الغارات الأمريكية على ميناء رأس عيسى لم تكن مجرد عملية عسكرية عابرة، بل تحمل في طياتها أبعادًا إنسانية وسياسية معقدة، مع استغلال الحوثيين للأحداث لخدمة أجندتهم، مستفيدين من سقوط ضحايا لا يحملون انتماءً حوثياً، في وقت يعاني فيه اليمن من تداعيات الصراع المستمر وتصاعد التوترات التي تخلف أرواحًا بريئة وآلامًا غير محدودة.