تقرير يكشف استمرار الحرب في اليمن وتعثر السلام والجدل حول الحديدة الآن

الحرب في اليمن لم تصل إلى نقطة الحسم بعد، بل تبدو معلقة في الهواء وسط تعقيدات المشهد السياسي والعسكري، مع تصاعد التكهنات بشأن مستقبل مدينة الحديدة الحيوية والمواجهات المحتملة فيها، وفق تحليلات الصحفي سمير رشاد اليوسفي.

تعقيدات الأزمة اليمنية ومستقبل الحديدة في ظل الحرب المعلقة

يرى الصحفي سمير رشاد اليوسفي أن الحديث المتزايد عن مدينة الحديدة كبوابة للتحرير يخفي حقيقة أكثر تعقيداً من المشهد المعلن، فالواقع في اليمن ليس بسيطاً كما يبدو، إذ يؤدي التشابك السياسي والعسكري إلى تعقيدات كبيرة تجعل القرار النهائي حول الحديدة صعب التنفيذ، والحسابات المرتبطة بذلك كثيرة ومتداخلة؛ ما يجعل الحرب معلقة في الهواء دون حسم واضح حتى الآن، مع احتمالات تصعيد عسكري مرتقبة.

  • الحديدة كمين عسكري استراتيجي في الحرب اليمنية
  • تعقيدات التحالفات المحلية والإقليمية حول المدينة
  • تأثير المصالح الدولية على القرار العسكري والسياسي

كل هذه العوامل تجمع في صنع واقع معقد جداً بشأن الحديدة، حيث تتداخل المصالح الإقليمية والدولية مع الحسابات المحلية.

دور الحوثيين في التوازنات الدولية وضرورة تشكيل تحالف دولي لإعادة الاستقرار

تحولت جماعة الحوثي من مجرد فصيل مسلح محلي إلى لاعب إقليمي ودولي مؤثر ضمن توازنات القوى، بحسب اليوسفي، مما يجعل مواجهتها أصعب وتستنزف الجهود بشكل كبير، خاصة في ظل صراع دولي أوسع تتوسطه قوى إقليمية تدعم أو تعارض الحوثيين، ما يعقد المشهد اليمني بشكل غير مسبوق. وحذر اليوسفي من أن المواجهة العسكرية لم تعد كافية وحدها، بل يتطلب الوضع دعم تحالف دولي حقيقي يشبه التجربة الدولية في العراق ضد تنظيم داعش، ولفت إلى أن استقرار اليمن يعتبر جزءاً لا يتجزأ من استقرار المنطقة والعالم.

تأتي هذه الدعوة وسط تصاعد الضغط الدولي على الحوثيين، مع زيادة تهديداتهم للملاحة البحرية في البحر الأحمر، وهو ما شكل خطاً أحمر دولياً يهدد بتداعيات اقتصادية وعسكرية واسعة النطاق.

التحذير من الحلول المؤقتة والتردد في مواجهة حاسمة وسط تصعيد متزايد

حذر اليوسفي من استمرار اعتماد الحلول المؤقتة التي أدت خلال السنوات الماضية إلى إطالة أمد الأزمة وتعقيدها، مؤكداً أن اليمن أصبح لا يحتمل مزيداً من الانتظار أو التضحية بالفرص الحاسمة التي قد تضع نهاية للنزاع. وأشار إلى تساؤل مهم: هل لدى الأطراف والحلفاء الغطاء والدعم اللازمين لخوض معركة حاسمة تغير مجريات الحرب؟ يعكس هذا السؤال درجة الشك وعدم اليقين التي تحيط بالاستراتيجية اليمنية، التي يغيب عنها الدعم الدولي الواضح.

هذا التردد والتصعيد يترافقان مع جهود دبلوماسية مستمرة رغم الجمود النسبي في المعارك على الأرض، حيث تبقى الانقسامات العميقة بين الفصائل عائقاً رئيسياً أمام حل سياسي شامل. ومع استمرار تداخل المصالح المحلية والإقليمية والدولية، تبدو الأزمة في اليمن وكأنها تدخل فصلاً جديداً من التوتر المعقد، وسط تساؤلات حول إمكانية تشكيل تحالف دولي قادر على تحقيق استقرار دائم في البلاد.

العنصر الوصف
الطرف الحوثيون وجماعات أخرى بالإضافة إلى تحالفات إقليمية ودولية
المدينة الاستراتيجية الحديدة والمواجهات المحتملة حولها والتأثير البحري
التهديدات الدولية تهديد الملاحة البحرية في البحر الأحمر وتداعياتها الاقتصادية والعسكرية
الدعم المطلوب تشكيل تحالف دولي ذي استراتيجية فعالة مماثلة لتجربة مواجهة داعش

يبقى الحسم في اليمن رهين تحقيق توازنات سياسية عميقة ودعم دولي فعال، كما أن تكوين تحالف دولي قوي قد يكون الخطوة الحاسمة نحو استقرار المنطقة، حيث لا مجال للمزيد من التأجيلات أو الحلول المؤقتة التي لا تغير الواقع، وتستوجب المرحلة القادمة تخطيطاً دقيقاً ومواجهة استراتيجية تضع حدّاً للحرب المعلقة والمراحل المتشابكة في الأزمة اليمنية.