تكشف السيرة الذاتية لعمر سليمان.. نائب الرئيس ومدير المخابرات العامة السابق في مصر

عمر سليمان نائب الرئيس ومدير المخابرات العامة المصري السابق هو أحد أبرز الشخصيات الأمنية والسياسية التي أثرت في مسار مصر الحديث، حيث تميز بعلاقاته القوية داخل جهاز المخابرات العامة والملفات الحساسة المختلفة على الصعيدين الإقليمي والدولي، إلى أن انكشف دوره السياسي بشكل علني عقب أزمة ثورة 25 يناير 2011 بتعيينه نائبًا لرئيس الجمهورية.

النشأة والتعليم ومسيرة عمر سليمان نائب الرئيس ومدير المخابرات العامة المصري السابق

وُلد عمر محمود سليمان في الثاني من يوليو عام 1936 في محافظة قنا جنوب مصر، ودخل إلى الكلية الحربية عام 1954، ليبدأ رحلة طويلة من التفوق العسكري والأمني التي مثّلت حجر الزاوية في مسيرته. حصل عمر سليمان على تدريب متقدّم في أكاديمية فرونزي العسكرية في الاتحاد السوفيتي، التي كانت من أشهر المؤسسات التدريبية العسكرية آنذاك، مما عزز خبراته في مجال الاستخبارات. في الثمانينيات، أضاف إلى مؤهلاته الأكاديمية بكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة عين شمس، وماجستير في العلوم السياسية من جامعة القاهرة، بالإضافة إلى ماجستير آخر في العلوم العسكرية، ما مكنه من الجمع بين الفهم السياسي العميق والخبرة العسكرية الواسعة.

المناصب العسكرية والأمنية وتأثير عمر سليمان نائب الرئيس ومدير المخابرات العامة المصري السابق

بدأ عمر سليمان مسيرته في المخابرات بتقلده عدة مناصب بارزة، ففي عام 1986 عيّن نائبًا لمدير المخابرات الحربية، ثم في 1991 أصبح مديرًا لها، وتوّجت مسيرته في 22 يناير 1993 بتعيينه رئيسًا لجهاز المخابرات العامة المصرية، المنصب الذي استمر فيه حتى عام 2011. خلال هذه الفترة الطويلة، اكتسب عمر سليمان خبرة كبيرة في إدارة الملفات الأمنية المعقدة، وكان لديه دور فعال في صياغة السياسات الأمنية لمصر، بالإضافة إلى إدارته لعدد من المهمات الإقليمية والدبلوماسية التي عززت مكانة الجهاز على المستويين الإقليمي والدولي.

الأدوار السياسية والدبلوماسية لعمر سليمان نائب الرئيس ومدير المخابرات العامة المصري السابق

تولى عمر سليمان ملفات دقيقة وحساسة خلال فترة رئاسته لجهاز المخابرات العامة، حيث كُلّف من الرئيس الأسبق حسني مبارك بإدارة الملف الفلسطيني، وفاقت مهامه وساطة صفقة الإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، كما شارك في محادثات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وعمل دبلوماسيًا في عدة دول، مما جعل من اسمه مألوفًا في المحافل الدولية ذات الصلة بالصراعات السياسية والأمنية في الشرق الأوسط.

وفي خضم ثورة 25 يناير 2011، تم تعيين عمر سليمان نائبًا لرئيس الجمهورية في 29 يناير، ليصبح أول نائب للرئيس في عهد مبارك منذ عام 1981، بينما كلفه بمهمة التفاوض والحوار مع قوى المعارضة حول الإصلاحات السياسية والدستورية. وفي خطوة مفصلية، أعلن عمر سليمان في 11 فبراير نقل السلطة بعد تنحي مبارك وتسليمها للمجلس الأعلى للقوات المسلحة. في عام 2012، رشّح نفسه للانتخابات الرئاسية، لكنه استُبعد بسبب عدم استيفاء شروط التوزيع الجغرافي المطلوبة للتوكيلات.

النقاش حول وفاة عمر سليمان نائب الرئيس ومدير المخابرات العامة المصري السابق

توفي عمر سليمان في 19 يوليو 2012 أثناء تلقيه العلاج في مستشفى بالولايات المتحدة الأمريكية، وقد أثيرت شائعات عن تعرضه لمحاولة اغتيال أو وفاة نتيجة تفجير أمني في دمشق، لكن هذه المزاعم نُفت من قِبل مصادر مقربة، حيث أكدوا وفاته لأسباب طبيعية بسبب مضاعفات صحية شديدة. الوزير الأسبق أحمد أبو الغيط كان الوحيد الذي لمح لاحتمال وجود محاولة اغتيال داخلي لم يولد تأكيد رسمي لها.

• عمر سليمان كان معروفًا بصمته الإعلامي وهدوئه الحذر
• تمتعه بنفوذ واسع داخل الأجهزة الأمنية المصرية
• دوره المحوري في الملف الفلسطيني والدبلوماسية الإقليمية
• تصاعد دوره السياسي عقب ثورة 25 يناير بتعيينه نائبًا للرئيس
• محاولته الترشح للرئاسة التي انتهت باستبعاده

عمر سليمان نموذج للرجل الذي عاش حياته في قلب المؤسسات الأمنية، محافظًا على هدوئه ورزانته في أوقات العاصفة، مما جعله شخصية غامضة نسبيًا حتى ظهوره المفاجئ في عام 2011 الذي أنذر بنهاية مرحلة من حياته السياسية، التي انتهت بعد فقدانه الفرصة السياسية ووفاته التي أنهت مشهدًا طالما كان فيه العقل المدبر خلف الكواليس.