القاهرة تدعو إلى تطوير الأسواق المالية المحلية لتعزيز جهود التنمية في إفريقيا

تطوير الأسواق المالية المحلية لتعزيز التنمية الاقتصادية في إفريقيا يتصدر أولويات القاهرة في السياسات الاقتصادية الحديثة، مع التركيز على دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي لرفع كفاءة الخدمات وتحسين الإنتاجية. تعتبر هذه الخطوة جزءًا لا يتجزأ من استراتيجية شاملة لدعم جهود التنمية المستدامة بالقارة الأفريقية من خلال تعزيز الشمول المالي وتوسيع آفاق التعاون بين القطاعين العام والخاص.

تعزيز دور تطوير الأسواق المالية المحلية في دعم مشاريع البنية التحتية الإفريقية

أكد حسن عبدالله، محافظ البنك المركزي المصري، على أهمية تطوير الأسواق المالية المحلية كرافد رئيسي لتحقيق التنمية المستدامة في إفريقيا، مع التركيز على استغلال التقنيات الحديثة، لا سيما الذكاء الاصطناعي، لتعزيز كفاءة القطاع المالي ورفع جودة الخدمات المقدمة. وجاء ذلك خلال مشاركة وفد مصر برئاسة المحافظ في الاجتماع الثالث لعام 2025 لوزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية لمجموعة العشرين «G20» الذي استضافته جنوب إفريقيا في 17 و18 يوليو.

وأشار المحافظ إلى أن توسيع الشراكات بين القطاعين العام والخاص لتنفيذ مشروعات البنية التحتية الاستراتيجية العابرة للحدود يُعزز الترابط الإقليمي ويدعم الاستقرار الاقتصادي. كما أكدت مصر دعمها للبرنامج المقترح لتعزيز التعاون بين مجموعة العشرين والقارة الإفريقية في مجالات البنية التحتية والمناخ والابتكار التكنولوجي خلال الفترة من 2026 إلى 2030.

الشمول المالي وتطوير أدوات التمويل كركائز أساسية في تطوير الأسواق المالية المحلية

أكد حسن عبدالله على أن الشمول المالي يمثل أساسًا لتحقيق نمو اقتصادي شامل وعادل عبر تطوير الأسواق المالية المحلية، داعيًا إلى توسيع نطاق الخدمات غير المالية للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتبسيط إجراءات التعرف على العملاء، إضافة إلى تحسين قواعد البيانات وابتكار نماذج تقييم ائتماني بديلة تتعامل مع تحديات التحيز الرقمي والإقصاء المحتمل الناتج عن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.

وشدد المحافظ على ضرورة تعزيز التمويل الميسر والمختلط للدول النامية عبر أطر وطنية واضحة ترتبط بأولويات التنمية الوطنية، بالإضافة إلى الحاجة لتوحيد التصنيفات البيئية وتطوير أدوات فعّالة لتقاسم المخاطر بين الأطراف. تأتي هذه الدعوات في ظل تحديات تواجه الدول النامية مثل الضغوط التضخمية، ونقص أدوات التمويل الأخضر، وضعف تدفق المشروعات الاستثمارية المستدامة التي تؤثر بشكل مباشر على فعالية تطوير الأسواق المالية المحلية.

إصلاح الهيكل المالي العالمي ودوره في تعزيز الأسواق المالية المحلية في إفريقيا

أبرز محافظ البنك المركزي الدور الحيوي لتعزيز كفاءة المؤسسات المالية متعددة الأطراف في تطوير الأسواق المالية المحلية، داعيًا إلى تبني آليات مالية مبتكرة لتحفيز استثمارات القطاع الخاص وتمكين أدوات الحد من المخاطر، بما في ذلك إعادة توجيه حقوق السحب الخاصة. كما شدد على الحاجة لإصلاح شامل في الهيكل المالي العالمي مع تعزيز التمثيل الأفريقي، مؤكدًا على أهمية إرساء إطار رصد وشفاف.

ونبه إلى المخاطر المرتبطة بنمو المؤسسات المالية غير المصرفية وسقوطها تحت التنظيم اللازم، ما يستدعي تعزيز التنسيق الدولي لضمان الاستقرار المالي العالمي. كما لفت إلى أهمية تعزيز الحوار بين الدول الدائنة والمدينة ووكالات التصنيف الائتماني والمنظمات الدولية لصياغة استراتيجيات شاملة لإدارة الديون، مع ضرورة توسيع مبادرة «الإطار المشترك» لتشمل الدول متوسطة الدخل وتبني آليات مبتكرة لتخفيف أعباء المديونية وتعزيز الاستدامة المالية.

• تسريع الإصلاحات الهيكلية وتعزيز مشاركة القطاع الخاص
• زيادة تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر في الاقتصادات الناشئة
• تأسيس نظام ضريبي دولي عادل يعكس التوازن بين الاقتصادات المتقدمة والناشئة
• التركيز على تمويل البنية التحتية والتمويل المستدام

تمثّل تطوير الأسواق المالية المحلية محور لقاءات القمة، حيث ناقش الوفد المصري، الذي ضم ياسر صبحي نائب وزير المالية للسياسات المالية ومنة الله فريد وكيل محافظ البنك المركزي للعلاقات الخارجية، مع علاء عبد الرحمن مستشار وزير المالية للمؤسسات الدولية، آليات دعم مبادرة «الاتفاق مع إفريقيا» التي تهدف لتعزيز الإصلاحات الهيكلية وتفعيل القطاع الخاص وزيادة الاستثمارات الأجنبية المباشرة، إضافة إلى مناقشة قضايا الاستثمار في البنية التحتية والضرائب الدولية. شدد المشاركون على ضرورة تأسيس نظام ضريبي دولي متوازن يعزز العدالة ويحقق التوازن بين الاقتصادات المتنوعة.

تمثل هذه الجهود المتواصلة والمتكاملة في تطوير الأسواق المالية المحلية في إطار دعم التنمية في إفريقيا انعكاسًا لرؤية مصر في تعزيز التكامل الاقتصادي الإقليمي ودفع عجلة التنمية المستدامة عن طريق التقنيات الحديثة والتعاون الدولي المدروس والممنهج.