“لو نوف” تحذر من تزايد خطر تغلغل الإخوان في فرنسا وتدعو لتحرك وطني عاجل

الإخوان في فرنسا خطر متنامٍ يستدعي تحركًا وطنيًا، حيث أطلقت مجلة “لو نوف” الفرنسية تحذيرًا غير مسبوق حيال الاختراق المتصاعد والمنظم لجماعة الإخوان المسلمين داخل المؤسسات الفرنسية، معربة عن قلقها العميق تجاه التأثير المتزايد لهذه الجماعة الذي يهدد القيم الجوهرية للجمهورية الفرنسية، ويستلزم وحدة وطنية لمواجهته بحسم.

وجود تنظيم الإخوان المسلمين داخل فرنسا وتأثيره المتزايد

تأكّد من خلال تقرير استخباراتي سري رفع عنه السرية مؤخرًا، وجود تنظيم إخواني فرعي منظم داخل فرنسا، وهو أول تقييم رسمي يكشف عن بنية تنظيمية تشبه تلك المعروفة في بعض الدول العربية، حيث تتمتع الجماعة بتنظيم هيكلي واضح، رغم القوانين المتشددة. واستعرض التقرير قانون مكافحة “الانفصالية الإسلامية” الصادر في أغسطس 2021، الذي جاء بعد حادثة مقتل المعلم الفرنسي صامويل باتي في 2020، والذي ساهم في ترحيل أئمة ومراقبة تمويل بعض الجمعيات الدينية، لكن التأثير الهيكلي للإخوان في فرنسا يُلاحظ أنه لا يزال قائمًا بل في توسع مستمر، مما يدل على عمق خرق الجماعة داخل المجتمع والمؤسسات الفرنسية.

آلاف الأعضاء ومدى نفوذ الإخوان في المؤسسات الفرنسية المحلية والدينية

وفقًا للتقرير، يمتلك الإخوان في فرنسا أكثر من 2000 عضو نشط، ضمن شبكة تنظيمية واضحة، تصل إلى السيطرة على 280 جمعية، من بينها جمعيتان خاصتان بتكوين الأئمة، بالإضافة إلى تأثير مباشر على 200 مسجد من أصل 2700 مسجد في عموم فرنسا، مما يبرز قوة الانتشار وانتظام البناء التنظيمي للجماعة. وتعتمد استراتيجية الإخوان على التمكين المحلي عبر التأثير على البلديات والمجالس المحلية، خاصة في الأحياء الفقيرة، مستغلين الخدمات الاقتصادية والدينية المقدمة، وذلك استعدادًا للانتخابات البلدية المقررة في 2026، ضمن صفقات انتخابية غير مباشرة، تشكل تهديدًا سياسيًا واجتماعيًا معقدًا.

العنصر الوصف
عدد الأعضاء النشطين ما لا يقل عن 2000 عضو
عدد الجمعيات تحت النفوذ 280 جمعية بما فيها اثنتان لتكوين الأئمة
عدد المساجد المتأثرة تأثير مباشر على 200 مسجد من 2700
استراتيجية التمكين التمركز في البلديات والأحياء الفقيرة وتعزيز النفوذ استعدادًا للانتخابات 2026

التحديات السياسية ومخاطر تجاهل خطر الإخوان في فرنسا

تواجه الحكومة الفرنسية تحديات جدية في التعامل مع هذا الخطر، يأتي أغلبها من غياب الأغلبية البرلمانية التي تعوق تمرير تشريعات جديدة أو تعزيز الرقابة على نشاط الجماعة، مما يعرقل تحركات المواجهة الفعالة. وعليه، وجّهت مجلة “لو نوف” دعوة عاجلة للطبقة السياسية الفرنسية لتوحيد الصفوف بعيدًا عن الحسابات الانتخابية الضيقة، معتبرة أن القضية ليست فقط سياسية، بل معركة وجودية تمس صلب هوية الجمهورية الفرنسية وقيمها الأساسية. وأكدت المجلة أن تجاهل “نداء الإنذار” يمثل مخاطرة كبيرة، خاصة في ظل ما يشهده العالم العربي من تضييق على الإخوان، في مقابل تصاعد خطورتهم وتأثيرهم في أوروبا، متسائلة إن كان السياسيون سيستجيبون لهذا الخطر قبل أن يفوت الأوان.

  • رفع مستوى الوعي السياسي حول خطر الإخوان في فرنسا
  • توحيد الجهود بين الأحزاب السياسية لمواجهة الاختراق الإخواني
  • تعزيز القوانين والرقابة على الجمعيات والمساجد المتأثرة
  • مراقبة الأنشطة الاقتصادية والدينية التي تعتمدها الجماعة للتأثير المحلي