برشلونة يكشف عن أزمة مالية حادة بسبب أخطاء لابورتا في إدارة حسابات النادي

حقوق البث التلفزيوني التي باعها خوان لابورتا بأسلوب مضلل بثمن 667 مليون يورو، تكشف الآن حجم الكارثة المالية التي أصابت نادي برشلونة، حيث أن المبلغ الفعلي الذي دخل خزائن النادي لا يتجاوز 510 ملايين فقط، فيما فُقد 157.5 مليون يورو ضمن استثمار وهمي في شركة Locksley Invest، تلاعبت الإدارة به لتجميل الميزانية على حساب مستقبل النادي.

تفاصيل بيع حقوق البث التلفزيوني وأثرها المالي على برشلونة

صفقة بيع حقوق البث التلفزيوني التي أعلنها خوان لابورتا عام 2022 كواحدة من أهم “الرافعات الاقتصادية” للنادي، لم تكن شفافة كما بدا أولًا؛ إذ ضمت بيع 25٪ من الحقوق لشركة Sixth Street عبر كيان مشترك باسم Locksley Invest SL، بصفة استثمارية، لا تحقق تدفقات نقدية فعلية. تمت العملية على مرحلتين رسميتين: المرحلة الأولى في 30 يونيو 2022 لبيع 10٪ من الحقوق مقابل 267.1 مليون يورو، والمرحلة الثانية بعد 22 يومًا لبيع 15٪ إضافية بمبلغ 400.4 مليون يورو، ليبلغ مجموع الصفقة ظاهريًا 667.5 مليون يورو، لكنها على أرض الواقع لم تدخل للنادي سوى 510 ملايين فقط.

الفرق بين المبلغين، أي 157.5 مليون يورو، استثمرها نادي برشلونة في شركة فاقدة لأي نشاط تجاري أو خطة عمل مستدامة، لكنه أدرج هذا المبلغ بالكامل ضمن الإيرادات المحاسبية، محاولا بذلك تخفيف أثر الخسائر المالية المتراكمة دون أي تدفق نقدي حقيقي، وهو ما أدى عمليًا إلى تسجيل أرباح وهمية.

العبث المحاسبي وتبعاته على حسابات برشلونة

هذه الصفقة لم تكن إلا محاولة لإخفاء وتدارك الخسائر المصطنعة السابقة، التي بلغت أكثر من 200 مليون يورو في موسم 2020–2021، وسُجلت عبر نفقات غير مبررة، فقام لابورتا ونائبه إدوارد روميو، المعروف بالمجازفة، بابتكار طريقة لمحاولة تحسين صورة النادي على المدى القصير من خلال توليد أرباح افتراضية بقيمة 157.5 مليون يورو، رغم العلم بأن هذه الأرباح ليست واقعية.

  • تأسيس شركة مشتركة باسم Locksley Invest بين برشلونة وSixth Street.
  • بيع الحقوق على مرحلتين بنسبة 10٪ و15٪.
  • تسجيل المبلغ كاملاً كدخل دون تدفق نقدي حقيقي.

واستندت الإدارة على هذا التلاعب لرفع النسبة إلى 25٪ بشكل عاجل، بهدف تسهيل تسجيل صفقات كبار اللاعبين ضمن معايير اللعب المالي النظيف، إلا أن رابطة الليغا برئاسة خافيير تيباس عاودت تعديل النظام لتقلص احتساب عائدات الحقوق المستقبلية إلى 5٪ فقط، مما أدى إلى عرقلة أهداف النادي ودفعها إلى مزيد من المخاطر المالية.

عواقب بيع حقوق البث التلفزيوني الوهمية ومستقبل برشلونة المالي

لم يكن بيع شركة “Barça Vision” جزءًا منفصلًا عن المشكلة، بل كان امتدادًا لمحاولات الإدارة لإخفاء الأزمات، حيث باع لابورتا في أكتوبر 2022 نحو 49٪ من مشروع “Barça Vision” بقيمة 200 مليون يورو إلى شركتي Socios-com وOrpheus Media، مجمعة مع صفقة Sixth Street التي بلغت 867 مليون يورو كلها خارجة عن أنشطة النادي التشغيلية.

وبعد مرور ثلاث سنوات، تحول مشروع “Barça Vision” إلى فشل ذريع، مما استدعى حلّ الشركة ودمجها داخل “Barça Produccions”، بينما لم يكن لاستثمار النادي في شركة Locksley أي عوائد تذكر، بحكم عدم وجود منتجات أو نشاطات تجارية فعلية، وهو ما يوجب وفق القواعد المحاسبية تخفيض قيمة الاستثمار المسجلة من 157.5 مليون يورو إلى أقل من ذلك، ما يعني تسجيل خسارة مؤجلة على النادي.

البند المالي القيمة (مليون يورو)
الصفقة الظاهرية لحقوق البث (25٪) 667.5
المبلغ الفعلي الذي دخل خزائن النادي 510
الاستثمار الوهمي في Locksley Invest 157.5
بيع حصة 49٪ من مشروع Barça Vision 200
العجز في صافي الأصول بنهاية 2023–2024 94
قيمة الحصة المتبقية 52٪ من Barça Vision 208

الخبراء يشيرون إلى أن ضغوط المدقق الخارجي قد تحفز إدارة النادي على الاعتراف رسميًا بالخسائر المتراكمة بعدما حاول لابورتا التستر عنها، خاصة بعد الخلاف الذي نشب مع شركة التدقيق “Grant Thornton” بسبب ملاحظات تحفظية تم تجاهلها مما أدى إلى استبدالها. هذه الأزمات المالية، التي تنبع من عدم الشفافية وسوء الإدارة في صفقة بيع حقوق البث التلفزيوني، ستشكل تحديًا كبيرًا أمام النادي، خصوصًا في الجمعية العمومية القادمة التي ستشهد مواجهة حاسمة بين الإدارة وأعضاء النادي.

حقوق البث التلفزيوني التي باعتها إدارة لابورتا ليست مجرد رقم مالي بل تمثل رمزية لمرحلة من الاضطرابات الاقتصادية والقانونية التي قد تُلقي بظلالها على مستقبل برشلونة، ممثلة خطرًا ماليًا طويل الأمد يهدد استقراره الرياضي والإداري.