رغم التوترات الجيوسياسية.. أسعار النفط تتراجع وتسجل خسائر أسبوعية جديدة

رغم التوترات الجيوسياسية والعقوبات الأوروبية الجديدة، تراجعت أسعار النفط مسجلة خسائر أسبوعية بفعل بيانات اقتصادية أمريكية متباينة أثرت سلبًا على السوق، حيث تأثرت أسعار الخام بانخفاض الطلب والتشكيك في فعالية العقوبات، في ظل مخاوف الإمدادات التي شهدت دعمًا محدودًا بسبب الهجمات على حقول النفط في كردستان العراق.

تطورات أسعار النفط اليومية وتأثير البيانات الاقتصادية الأمريكية

شهدت أسعار النفط هبوطًا عند إغلاق تعاملات يوم الجمعة، حيث انخفضت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 0.35% أو ما يعادل 24 سنتًا، مسجلة 69.28 دولارًا للبرميل، فيما سجل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي تراجعًا بنسبة 0.30% أو 20 سنتًا لينخفض إلى 67.34 دولارًا للبرميل، مع خسائر قرب 1% على أساس أسبوعي لكلا الخامين، وهو ما يُظهر هشاشة السوق رغم التوترات السياسية الأخيرة. جاءت هذه الخسائر على الرغم من دعم التوترات الجيوسياسية، لكن الضغوط الاقتصادية انعكست على حركة الأسعار نتيجة لبيانات أمريكية أظهرت تباطؤ بناء المساكن إلى أدنى مستوى خلال 11 شهرًا في يونيو، ويُعزى ذلك إلى استمرار تأثير ارتفاع أسعار الفائدة وتزايد حالة عدم اليقين الاقتصادي. على الجهة المقابلة، ارتفعت ثقة المستهلك في الولايات المتحدة خلال يوليو، مع تباطؤ توقعات التضخم، مما يرفع إمكانية قيام الاحتياطي الفيدرالي بتعديل سياسة الفائدة لتحفيز الاقتصاد.

العقوبات الأوروبية وأثرها المحدود على أسعار النفط وسط تشكيك محللين

أعلن الاتحاد الأوروبي عن الحزمة الثامنة عشرة من العقوبات التي تستهدف روسيا، والتي تضمنت فرض سقف سعري متحرك للنفط الروسي يقل بنحو 15% عن متوسط أسعار السوق، بهدف الضغط على قطاعات الطاقة والنفط الروسية، إلا أن السوق لم تستجب بشكل قوي لهذه الإجراءات. وكشف محللو “كابيتال إيكونوميكس” أن عدم تجاوب السوق يشير لتوقعات استمرار ضعف الطلب، مما يدفع خام برنت للانخفاض إلى حدود 60 دولارًا للبرميل بنهاية العام الحالي، في ظل سلسلة من العقوبات التي لم تنجح بعد في التأثير على حجم الصادرات الروسية. وأشار جيوفاني ستونوفو، محلل “يو بي إس”، إلى أن الإجراءات السابقة التي شملت سقوفًا للأسعار وقيودًا على ناقلات النفط لم تحقق أثرًا ملموسًا حتى الآن، ما يزيد من التضارب في آفاق السوق ويدفع المستثمرين للتعامل بحذر تجاه تطورات أسعار النفط.

الدعم النسبي لأسعار النفط من التوترات في كردستان العراق وارتفاع الطلب الموسمي

رغم الانخفاضات التي سجلتها أسعار النفط، حصل السوق على دعم نسبي من تصاعد المخاوف المتعلقة بالإمدادات، بعد سلسلة هجمات بطائرات مسيّرة استهدفت حقول نفطية في إقليم كردستان العراق، مما أدى إلى تعطل أكثر من نصف إنتاج الإقليم الذي يقدر بحوالي 280 ألف برميل يوميًا. الدعم جاء أيضًا من الطلب الموسمي المتزايد على الوقود، خاصة في النصف الشمالي من العالم خلال فصل الصيف، حيث أعلن محللو “جيه بي مورجان” أن متوسط الطلب العالمي على النفط خلال أول أسبوعين من يوليو وصل إلى 105.2 مليون برميل يوميًا، بزيادة تُقدر بحوالي 600 ألف برميل مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

  • تأثير الهجمات على الإمدادات النفطية كردستان
  • ارتفاع الطلب الموسمي خصوصًا في النصف الشمالي
  • تشديد العقوبات الأمريكية المحتملة على مستوردي النفط الروسي

بالإضافة إلى ذلك، يترقب المستثمرون تحركات الإدارة الأمريكية بعد تهديد الرئيس دونالد ترامب بفرض عقوبات صارمة على البلدان المستوردة للنفط الروسي إذا لم تحقق موسكو اتفاق سلام خلال خمسين يومًا، مما يزيد من حالة الترقب والتوتر في الأسواق العالمية وسط تصاعد المخاطر الجيوسياسية والجمركية المتشابكة، وهو ما قد يعيد تشكيل موازين العرض والطلب في الفترة القادمة.

نوع الخام سعر الإغلاق الجمعة (دولار للبرميل) نسبة التراجع
خام برنت 69.28 0.35%
غرب تكساس الوسيط 67.34 0.30%