باخرة قمح ترسو لأول مرة في اللاذقية بعد سقوط الأسد.. تعرف على مصدرها

أول باخرة القمح بعد سقوط النظام تحط في ميناء اللاذقية، معلنة بداية مرحلة جديدة في تأمين الغذاء لسوريا ما بعد الأسد، إذ يمثل وصول السفينة تحولاً استراتيجياً يعكس استعادة الدولة لعلاقاتها التجارية الخارجية بعد فترة طويلة من الاعتماد الحصري على حلفاء سياسيين كما ترسيخ استقلالية الاقتصاد الزراعي في البلاد.

وصول أول باخرة القمح بعد سقوط النظام السوري وتأثيرها على سوق الغذاء

أعلنت الوكالة العربية السورية للأنباء عن وصول أول باخرة القمح إلى ميناء اللاذقية صباح الأحد، في خطوة غير مسبوقة منذ الإطاحة بنظام بشار الأسد؛ حيث تمثل هذه العملية انعطافاً مهماً في مصادر توريد الغذاء لسوريا بعد سنوات من الارتباط مع روسيا حصراً، رغم غموض تفاصيل حمولة السفينة وجهة تصديرها. يشكل وصول أول باخرة القمح دلالة قوية على إعادة بناء شبكة التوريد الغذائي التي تنوي حكومة المرحلة الجديدة التنوع فيها لتجاوز أزمات الغذاء المتكررة.

مناقصات كبيرة لشراء القمح تعبّر عن بداية التحول الاقتصادي لسوريا ما بعد الأسد

في مارس من العام الحالي، أعلنت الإدارة السورية الجديدة عن مناقصتين ضخمتين لشراء 200 ألف طن من القمح؛ وهو ما يعد سابقة من نوعها في ظل الفترة الانتقالية التي يشهدها الاقتصاد السوري. تعكس هذه المناقصات حرص الحكومة على سد الاحتياجات الغذائية الأساسية للبلاد وتطويع السوق المحلية لإجراءات أكثر مرونة وتنوعاً، وسط الفراغ التجاري الذي خلفته مقاطعة روسيا للسوق السورية كنتيجة مباشرة لسقوط النظام السابق.

تغير خارطة توريد القمح: من روسيا إلى أوكرانيا وتركيا كسوقين جديدين

أدى انسحاب روسيا من سوق تصدير القمح إلى سوريا إلى إفساح المجال أمام دول جديدة لتغطية الاحتياجات الغذائية، وعلى رأسها أوكرانيا التي أرسلت عبر مبادرة “الحبوب من أوكرانيا” شحنة إنسانية قوامها 500 طن من الدقيق، بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي تحت إشراف رئيسها فولوديمير زيلينسكي؛ مؤكدة استعدادها لملء الفراغ الذي تركه الحليف الروسي في الأسواق السورية. وبالتزامن، تظهر تركيا كعقدة اقتصادية واعدة في توريد القمح والدقيق إلى سوريا مع توقعات من اتحاد مصنعي الدقيق في أن تتخطى صادرات تركيا إلى سوريا 400 ألف طن بحلول عام 2025، ما يبرز تحوّلاً واسع النطاق في العلاقات التجارية بين الجارتين بعد انقطاع طويل.

  • وصول أول باخرة القمح إلى ميناء اللاذقية يمثل نقطة تحول في تأمين الغذاء
  • طرح مناقصات لشراء 200 ألف طن قمح في محاولة لتخفيف الاعتماد على روسيا
  • انفتاح الأسواق على توريدات أوكرانية وإنسانية تركية كبيرة
العام كمية القمح المستورد (طن) المصدر
2024 200,000 مناقصات الحكومة السورية الجديدة
2024 500 شحنة إنسانية من أوكرانيا
2025 (متوقع) 400,000+ تصدير دقيق القمح من تركيا

تفتح صفحة جديدة في المشهد السوري بعد إعلان نهاية حكم حزب البعث الذي استمر أكثر من 60 عاماً مع سقوط عائلة الأسد التي سيطرت على السلطة منذ عام 1971، حيث شرعت الإدارة الجديدة برئاسة الشرع منذ يناير في التخطيط لخمس سنوات انتقالية تهدف إلى بناء اقتصاد يعتمد على تنويع مصادر الغذاء وتأمين الاستقرار للمواطنين، لا سيما من خلال إرساء شراكات تجارية أكثر انفتاحاً مع الدول الإقليمية والعالمية بعد فترة من العزلة والتبعية.