الإنسانية الملتبسة في وجه قوات الشرعية كانت نقطة تحول حاسمة في الصراع اليمني، إذ لم يدرك الذين رفعوا هذا الشعار وقتها أنهم يمنحون المشروع الحوثي فرصة استثمارها في تعزيز وجوده وتصعيد تهديداته. هذا التدخل، الذي تَزامن مع اقتراب قوات الشرعية من استعادة الحديدة وموانئها عام 2018، فتح المجال أمام ميلشيات الحوثي لاستعراض نفوذهم، مدعومين بسلاح إيران ومظلة “الإنسانية” التي تحولت مع الوقت إلى ذريعة لتبرير كل الجرائم والانتهاكات بحق الشعب اليمني.
الإنسانية الملتبسة ودورها في استغلال المشروع الحوثي ضد المصالح اليمنية
من الواضح أن رفع شعار “الإنسانية الملتبسة” في وجه قوات الشرعية لم يكن مجرد مواجهة عابرة بل كان بداية لمواجهة أعمق مع المشروع الإيراني التخريبي التوسعي، الذي يهدف إلى تقويض الاستقرار في المنطقة. لم تقتصر قوة هذا المشروع على السلاح فقط، بل استغل رداء الإنسانية ليكسب الوقت والحجة، ما وفقه في استئصال الرموز الوطنية والمشاريع البناءة، وخاصة في الحديدة وميناء رأس عيسى، الذي كان نتاج كد وجهد وتضحيات شعبية كبيرة. إن تجاهل البعض للطبيعة المليشياوية المغتصبة للسلطة، والتي تتناقض كليًا مع مفهوم الدولة ومؤسساتها الدستورية، أدى إلى دفع اليمن ثمنًا باهظًا لا يزال مستمرًا.
الحساسية الوطنية لمؤسسات الدولة مقابل اللامبالاة المليشياوية تجاه مصالح الشعب
تتميز الدولة الشرعية بحساسية عالية تجاه كل ما يهدد شعبها ومصالحه، إذ تلتزم مؤسساتها الدستورية بحمايته والدفاع عن مصالحه من أي تهديد. وتعمل هذه المؤسسات على تجنب المخاطر التي قد تعرض حياة المواطنين وحرياتهم للخطر، معتمدة على العقد الاجتماعي الذي يربطها بالشعب ويمكّن الأخير من ممارسة حياته الطبيعية وانتقاد أي انحراف في أداء المسؤولية الوطنية. على العكس من ذلك، فإن المليشيات التي اغتصبت السلطة تستخدم منهجية معاكسة تقوم على حماية مصالح جماعتها الضيقة فقط، مستغلة الشعب كدرع واقٍ، ولا تبدي أدنى حساسية تجاه ما يتعرض له المجتمع من دمار أو انتهاكات، إذ إن فقدان أي عنصر من الشعب أو مقدراته لا يعدو عندها سوى خسارة درع لا تنتمي إليه.
- حساسية الدولة تجاه إصابة مصالح الشعب تهدد بزعزعة السلطة
- الافتقاد الكامل للحساسية من قبل السلطة المليشياوية تجاه معاناة المواطنين
- التضارب العميق بين مصالح الشعب ومصالح الجماعات المسلحة
خطر التلاعب بشعار الإنسانية الملتبسة كوسيلة لاستمرار النفوذ المليشياوي
إن الوقوع في فخ التلاعب بشعار “الإنسانية الملتبسة” مرة أخرى يعيد إنتاج ذات المشهد المؤلم الذي شهدناه في 2018، خاصة حين يُنظر إلى الميلشيات كدولة تمتلك حساسية تجاه مقدرات الشعب. هذا التشويه المتعمد قد يمنحهم فرصة جديدة، بعد أن استغلوا القفاز الإنساني الملتبس الأول لتحقيق مكاسب استراتيجية على حساب اليمن وشعبه. ومن هنا يجب الحذر عند مقارنة هذه الكيانات مع الدولة، اذ أنهم يفتقرون تماما للحساسية الوطنية، ويقتصر اهتماماتهم على حماية مصالحهم المباشرة، ما يجعل فشلهم في حماية الشعب والمقدرات حتميًا ولا يمكن التغاضي عنه مستقبلاً.
الجانب | الدولة الشرعية | السلطة المليشياوية |
---|---|---|
الحساسية تجاه مصالح الشعب | شديدة واستجابة سريعة | عديمة وغير مسئولة |
الاهتمام بالمصالح الشخصية | لا تغلب على المصلحة العامة | تتصدر اهتمامها بالكامل |
الالتزام بالعقد الاجتماعي | تلتزم وتدعم حقوق الشعب | تكسر العقد وتستغل الشعب |
شوف فرحتنا: وزير الرياضة يشيد بإنجاز المنتخب المصري للتنس بعد هزيمة إسرائيل
تعرف على سعر الذهب عيار 21 اليوم السبت 21 يونيو 2025
شوف ده بسرعة: عبد الواحد السيد يحسم قرارات تنظيمية في الزمالك
“معاشك نازل أول الشهر.. كل اللي محتاج تعرفه عن صرف مايو 2025”
«تغيرات كبيرة» سعر اليورو اليوم مقابل الجنيه في البنوك المصرية وكيف يؤثر على الأسواق؟
«تحديث مهم» طقس الإسكندرية اليوم هل يشهد المدينة تقلبات جوية مفاجئة
«مفاجأة كبرى» مشاركة منتخب الشباب في كأس الخليج قادمة بقوة هذا العام