الفاتيكان يعلن 5 مرشحين لخلافة البابا فرانسيس.. من هم الأكثر تأثيراً؟

الانتخابات البابوية في الفاتيكان لاختيار خلف البابا فرانسيس تجذب اهتمام الكنيسة الكاثوليكية والعالم بأسره، خاصة مع وفاة البابا عن عمر 88 عاماً. مجمع الكرادلة يستعد للقاء تاريخي لتحديد من سيرث قيادة الكنيسة في ضوء تقاليد اصطفاء البابا الجديد.

كيفية اختيار البابا في الفاتيكان: طقوس وإجراءات انتخاب البابا

يبدأ مجمع الكرادلة اجتماعاته عادةً بعد مرور 15 إلى 20 يوماً من وفاة البابا، وذلك لإتاحة الوقت اللازم لإقامة مراسم الجنازة وفترة حداد تستمر تسعة أيام تعرف باسم “النوفيميال”، كما يسمح هذا المهلة للكرادلة القادمين من كافة أنحاء العالم بالسفر إلى مدينة الفاتيكان. تقع اجتماعات انتخاب البابا خلف أبواب كنيسة سيستين المغلقة، حيث لا يعرف أحد نتيجتها حتى إعلانها رسمياً؛ إذ تناقش الفصائل الأيديولوجية موازنة الخيارات بين الاستمرارية في السياسات الراهنة والتحول نحو توجه أكثر تحفظاً. يتطلب انتخاب البابا الجديد موافقة أغلبية الثلثين من أصوات مجمع الكرادلة، الذين يجب أن يكون عمرهم أقل من 80 عاماً، ويتم التصويت في جلسات سرية متعددة داخل الكنيسة حتى يظهر المرشح الحاصل على الدعم الكافي.

الدخان الأبيض أو الأسود: رموز إعلان انتخاب البابا الجديد في الفاتيكان

أحد أبرز رموز انتخاب البابا في الفاتيكان هو مدخنة كنيسة سيستين التي ينطلق منها الدخان، حيث يشير الدخان الأسود إلى عدم التوصل إلى مرشح حتى الآن؛ بعد إتمام جولة التصويت، تُحرق أوراق الاقتراع فتعن إشعار استمرار العملية الانتخابية. أما الدخان الأبيض فيعلن رسمياً أن البابا الجديد قد تم اختياره، ويُكشَف عن اسمه للعامة في اللحظة التاريخية. ويعد إعلان الدخان الأبيض مناسبة هامة يترقبها المؤمنون والأوساط الإعلامية معاً، تجسد أهمية اختيار القيادة الروحية التي ترتكز عليها الكنيسة الكاثوليكية.

أبرز المرشحين لخلافة البابا فرانسيس في الانتخابات البابوية للفاتيكان

ونقلت مصادر إعلامية موثوقة أن هناك عدة مرشحين بارزين لخلافة البابا فرانسيس، ويتميزون بمكانتهم وتأثيرهم داخل الكنيسة: في مقدمتهم الفلبيني لويس أنطونيو تاجلي، البالغ من العمر 67 عاماً، وهو المرشح الأوفر حظاً في المراهنات بنسبة 3:1، ويتمتع بخبرة واسعة خاصة في قيادة مجمع تبشير الشعوب، وهو معروف بدعمه لأجندة البابا الراهنة التقدمية. يتبعه الإيطالي بييترو بارولين، وزير خارجية الفاتيكان منذ 2013، الذي يبلغ من العمر 70 سنة، والذي يعتبر من أكثر المسؤولين خبرة ودبلوماسية، وله أدوار مؤثرة في مفاوضات مع الصين ودول الشرق الأوسط، ويرتبط باسم الاستقرار مع المحافظة على سياسات البابا فرانسيس.

• المرشح الغاني بيتر توركسون، 76 عاماً، المعروف بنشاطه في قضايا العدالة الاجتماعية وتغير المناخ، ويُعد فرصة تاريخية كأول بابا أفريقي منذ القرن الخامس الميلادي.
• المجري بيتر إردو، 72 عاماً، مرشح محافظ رفض التغييرات الجذرية، دفاعاً عن العقائد الكاثوليكية التقليدية، وكان رئيساً لمجلس مؤتمرات الأساقفة الأوروبيين.
• الإيطالي أنجيلو سكولا، 82 عاماً، له جذور لاهوتية عميقة ويعتبر مرشح الكنيسة المركزية والتسلسل الهرمي، ويبحث عن تقليل أثر إصلاحات البابا فرانسيس.

الانتخابات البابوية المقبلة تشكل حدثاً هادراً ليس فقط للكنيسة الكاثوليكية، بل للعالم بأسره، حيث تتقاطع فيها القيم الدينية مع السياسة والديبلوماسية والاجتماع، ليُختار القديس الأعلى الذي سيقود مؤمنة بأكثر من مليار نسمة، في مرحلة تتطلب توازناً دقيقاً بين الاستمرارية والتجديد تحت ظلال تراث البابا فرانسيس وعصر جديد قد يحمل في طياته تغييراً غير مسبوق.