الذهب يصل إلى 3400 دولار للأونصة وسط تراجع الدولار وتصاعد مخاوف الركود العالمي

3400 دولار للأونصة هو السعر الذي وصل إليه الذهب في أحدث ارتفاع له، مع تميز المعدن النفيس كملاذ آمن في ظل أزمات الاقتصاد العالمي المتعددة، حيث واصل الذهب تجاوزه المستويات غير المسبوقة نتيجة تراجع الدولار الأميركي لأدنى مستوياته خلال ثلاث سنوات، وتصاعد المخاوف من ركود عالمي بسبب التوترات التجارية والجيوسياسية على الساحة الدولية.

ارتفاع أسعار الذهب فوق 3390 دولارًا للأونصة في ظل تراجع الدولار

بلغ سعر الذهب في المعاملات الفورية 3393 دولارًا للأونصة، مسجلًا ارتفاعًا بنسبة 1.99% في تمام الساعة 09:49 صباحًا بتوقيت غرينتش، وبلغت العقود الأميركية الآجلة للذهب 3406.70 دولار للأونصة، بزيادة 2.35%، ويأتي هذا الصعود مدفوعًا بالانخفاض الحاد في مؤشر الدولار الأمريكي، الذي تراجع إلى أدنى مستوى له منذ ثلاثة أعوام مما جعل الذهب أكثر جاذبية لحاملي العملات الأخرى، خاصة في ظل حالة عدم اليقين الاقتصادي التي أثرت على توجهات المستثمرين وسط الأزمات العالمية.

لماذا يواصل الذهب صعوده؟ العوامل الرئيسية وراء ارتفاع الذهب إلى 3400 دولار للأونصة

الذهب الذي ارتفع بنسبة تتجاوز 27% منذ بداية عام 2025 يعكس تأثير عوامل عدة مجتمعة تدفعه نحو القمة، وفقًا لمحمد صلاح، رئيس التشغيل في شركة “سبائك”، الذي أكد أن استمرار تلك العوامل قد يدفع الذهب إلى تجاوز 3500 دولار للأونصة قبل منتصف العام.

• تراجع الدولار الأميركي بنسبة حوالي 10% خلال الربع الأول من العام.
• تزايد التوترات الجيوسياسية والتجارية بين القوى العالمية، بما في ذلك الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
• ارتفاع التدفقات الاستثمارية نحو صناديق الذهب، التي جذبت نحو 10 مليارات دولار في مارس فقط.
• استمرار عمليات شراء الذهب من قِبل البنوك المركزية، مثل الصين والهند، رغم الارتفاع القياسي في الأسعار.

ويُعتبر التأثير العكسي بين الذهب والدولار الأميركي الأبرز في دفع الأسعار للارتفاع بأرقام غير مسبوقة، حيث ينظر إليه المستثمرون كوسيلة أمان لتعويض ضعف العملات المهيمنة في الأسواق العالمية.

الذهب والسياسات الاقتصادية الأميركية وتأثيرها على توجهات المستثمرين

رغم سيطرة الذهب كأداة لتخزين القيمة، يُشير محمد صلاح إلى أن الذهب لا يغني عن السندات الأميركية التي توفر عوائد ثابتة، خاصة للمستثمرين الباحثين عن دخل دوري منتظم، في مقابل الذهب الذي يفتقد إلى هذا الجانب رغم المكاسب الرأسمالية التي يحققها. ومن جانبه، يوضح أحمد عزام، رئيس الأبحاث في مجموعة “إكويتي”، أن عمليات بيع السندات الأميركية من قِبل الصين واليابان تُحفز المستثمرين على التحول لشراء الذهب، خاصة مع التوقعات بخفض سعر الفائدة من قبل الفيدرالي الأميركي في اجتماع مايو المقبل، مما يفاقم من تراجع الدولار الأميركي، وبالتالي يضخ مزيدًا من الزخم لصعود الذهب خلال الأشهر القادمة. هذا بالإضافة إلى الضغط السياسي الذي يمارسه البيت الأبيض على الفيدرالي بهدف تحفيز الاقتصاد، والذي يعزز من حالة عدم الاستقرار النقدي.

تحركات المعادن النفيسة الأخرى وتأثيرها ضمن المشهد الاقتصادي العالمي

إلى جانب الذهب المحوري في المشهد الاقتصادي، شهدت المعادن النفيسة الأخرى تحركات متفاوتة تعكس حالة التقلب المستمرة في الأسواق، حيث ارتفعت الفضة بنسبة 0.1% إلى 32.63 دولار للأونصة، وصعد البلاتين بنسبة 0.2% ليصل إلى 969.20 دولار، بينما انخفض البلاديوم بنسبة 0.3% إلى 959.20 دولار. تعكس هذه الأرقام تباين أداء المعادن المختلفة، وهو أمر طبيعي في ظل تأثير المتغيرات السياسية والاقتصادية العالمية التي تهيمن على تحركات الأسواق.

الذهب، الذي يتصدر قائمة الأصول الآمنة في ظل التقلبات الاقتصادية والسياسية المستمرة، يواصل استقطاب اهتمام المستثمرين والبنوك centrales التي تبحث عن ملاذات تحمي ثرواتها من التقلبات المستمرة، ويتابع العالم بترقب اجتماعات الفيدرالي الأميركي التي قد تحدد اتجاه الأسعار خلال الفترة القادمة، مما يجعل الذهب السعر الثابت وسط عالم غير مستقر، مسجلاً حضورًا لافتًا يتحدى أزمات الاقتصاد العالمي ويبرهن على قدرته على الصمود.