«إنجازات مبهرة» الفاية التاريخي كيف صارت قيمة عالمية لا تضاهى

موقع «الفاية» في إمارة الشارقة يُعد اليوم من أبرز المواقع المدرجة في قائمة اليونسكو للتراث العالمي، حيث حظي هذا الاعتراف الدولي بفضل الجهود الوطنية التي جمعت بين الجهات المعنية بالتراث والثقافة والبحث العلمي، مما يعكس رؤية الإمارات المحكمة في تعزيز الهوية الوطنية ودعم الحوار الحضاري العالمي من خلال التراث الثقافي والتاريخي.

موقع «الفاية» في إمارة الشارقة وأهميته في التراث العالمي

موقع «الفاية» يُعتبر سجلاً تاريخياً حياً لأحد أقدم أشكال الاستيطان البشري في البيئات الصحراوية، إذ يزيد عمر الوجود البشري فيه على 210 آلاف عام، ما يمنحه مكانة فريدة عالمياً في حقول علم الآثار والأنثروبولوجيا، ويكشف عن قدرة الإنسان على التكيف والابتكار لمواجهة الظروف الطبيعية الصعبة. إدراج «الفاية» في قائمة اليونسكو للتراث العالمي لم يكن فقط إنجازاً إماراتياً، بل مساهمة علمية وفكرية تفيد البشرية جمعاء في فهم تطور المجتمعات عبر العصور. الموقع لم يكن مجرد ممر للهجرات، بل كان بيئة مستقرة متكررة الاستيطان، مستفيداً من توفر المياه في الينابيع والوديان، ووفرة الصوان لصناعة الأدوات، بالإضافة إلى جغرافية الجبال التي وفرت مأوى طبيعياً لأقدم البشر.

التعاون الوطني في ترشيح «الفاية» لقائمة اليونسكو للتراث العالمي

نجح ملف ترشيح «الفاية» بقيادة هيئة الشارقة للآثار والمكتب التنفيذي للشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، التي تعمل كسفيرة رسمية لهذا الملف، في إقناع لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو خلال دورتها الـ47 التي عقدت في باريس، ليتم إدراج الموقع ضمن قائمة التراث العالمي. هذا الإنجاز جاء نتيجة الجهود الدؤوبة والتعاون البنّاء بين اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم التابعة لوزارة الثقافة ومندوبية الدولة لدى اليونسكو، وجهود الجهات الوطنية المعنية بالتراث والثقافة، ما يؤكد حرص دولة الإمارات على مواصلة تعزيز حضور مواقعها الثقافية والطبيعية على الخارطة العالمية وحماية الذاكرة التاريخية للأجيال القادمة.

خطة إدارة موقع «الفاية» للحفاظ على التراث وضمان استدامته

تأتي أهمية إدراج موقع «الفاية» في التراث العالمي مدعومة بخطة إدارة شاملة وضعتها دولة الإمارات للحفاظ على الموقع، والتي تمتد من عام 2024 حتى 2030، وتتماشى مع معايير اليونسكو لمواقع التراث العالمي، حيث تشمل هذه الخطة:

• حماية الموقع وتأهيله للحفاظ على قيمته التاريخية والعلمية
• تنظيم حركة الزوار بما يضمن استدامة الموقع دون التأثير على البيئة والمواقع الأثرية
• الاستمرار في عمليات التنقيب والاستكشاف للبحث العلمي والتعليمي
• تعزيز التوثيق والحفظ للتراث الثقافي داخل الموقع

هذا النهج المتكامل يُكرّس موقع الإمارات العربية المتحدة كمركز مؤثر في عالم حماية التراث وصونه، ويعزز قيمة موقع «الفاية» كأحد أبرز الشواهد على قدرة الإنسان القديم على التأقلم مع البيئات الصحراوية القاسية، مع إبراز دوره في دراسة تطور المجتمعات البشرية وتاريخها الممتد عبر آلاف السنين.