«تحركات ميدانية» موقف أمريكي صارم يمنع تدخل قيادات الانتقالي في حضرموت

حكم ذاتي لحضرموت والتحكم بثروات المحافظة وأثره على الأوضاع المحلية والسياسية

من الأمور المعروفة عربياً وإقليمياً ودولياً أن أي وفد أو مسؤول يزور دولة ليست على علاقة ودية مع بلده، يجب أن يكون حذراً وحكيماً في تصريحاته للتخفيف من حدة التوتر بين الطرفين، أما إذا كان حديثه جارحاً ومستفزاً، فإن ذلك سيزيد الأزمة، وربما ينتهي بطرده بطريقة مهينة تترك أثر الندم عليه. هذا المبدأ ينطبق على العلاقات الشخصية أيضاً، حيث لا يمكن لأحد مهما كان صبوراً وخلوقاً أن يتحمل الإهانات من ضيف استقبله كريماً، ولذلك يُقال: “يا غريب كن أديب”. قال الشاعر في هذا السياق:

إذا أنت أكرمت الكريم ملكته
وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا.

القيادات الحضرمية أعلنت بوضوح رغبتها في حكم ذاتي يسمح لها بالتحكم بثروات حضرموت وخيراتها، وبناء محافظتهم وتنميتها بالأسلوب الذي يرونه مناسباً، مع التأكيد على أن من يعارض هذا التوجه، سواء من مجلس القيادة الرئاسي أو المجلس الانتقالي، فلن يكون مرحباً به في زيارة المحافظة، كونهم ببساطة غير مرغوب فيهم من جميع أبناء حضرموت.

ردود فعل متفاوتة تجاه مطالبة حكم ذاتي لحضرموت والتحكم بثروات المحافظة

ردود الفعل على تصريحات القيادات الحضرمية حيال حكم ذاتي لحضرموت والتحكم بثروات المحافظة جاءت متباينة بين المجلس الرئاسي والمجلس الانتقالي؛ حيث تميز موقف الرئيس رشاد العليمي بالحكمة والتوازن خلال زيارته للمحافظة، إذ أفرح قلوب أبناء حضرموت حين أكد أن الحكم الذاتي حق مشروع لهم، معبراً عن ثقته في أن القيادات الحضرمية قادرة على إنجاح هذا المشروع ليصبح نموذجاً تحتذي به محافظات اليمن الأخرى. لم يكن العليمي يسعى للمجاملة، بل كشف حقيقة تستند لشرعية دستورية أقرها الحوار الوطني بخصوص الأقاليم اليمنية.

على الجانب الآخر، جاءت تصريحات عيدروس الزبيدي خلال زيارته لحضرموت أكثر إثارة للجدل؛ فقد أكد أن الصراع سيكون حول النفط، لكنه أثار غضب السكان حين تحدث بطريقة متعالية وكأنه الوحيد الذي يملك قرار إدارة المحافظة وثرواتها، متجاهلاً وجود قيادات حضرمية حكيمة قادرة على تولي المسؤولية بكفاءة، كما أكد العليمي.

التوترات الأمنية والمواقف المتشددة تجاه حكم ذاتي لحضرموت والتحكم بثروات المحافظة

تصريحات القيادي في المجلس الانتقالي فضل الجعيدي زادت من حدة التوترات المتصلة بحكم ذاتي لحضرموت والتحكم بثروات المحافظة؛ إذ تحدث بشكل مستفز عن وجود تنظيمات داعش والقاعدة والمجرمين داخل المحافظة، ملوحاً بعدم السماح بحدوث أي دماء أو دمار، لكن هذا الكشف جاء بعد إعلان رغبة القيادات الحضرمية في الحكم الذاتي، مما يطرح تساؤلات عن سبب عدم تحرك قوات الانتقالي سابقاً ضد هذه التنظيمات، أو لماذا تركت الوضع يسير بهذا الشكل بينما كانت منهمكة في مشاريع أخرى في مدينة عدن، تاركة السكان يعانون من الخوف والاضطراب على ممتلكاتهم وحياتهم.

وقفت واشنطن موقفاً حازماً تجاه هذه الأزمة، ورفضت استخدام لغة التهديد أو القوة المفرطة في مواجهة مطالب حكم ذاتي لحضرموت والتحكم بثروات المحافظة، مؤكدة أن الحل هو الحوار والسعي للعقلانية والحكمة بدلاً من التصعيد العسكري.

الدعم الأمريكي وتأثيره على مستقبل حكم ذاتي لحضرموت والتحكم بثروات المحافظة

أصدرت السفارة الأمريكية بياناً صريحاً بشأن التطورات في حضرموت، مؤكدة دعمها الصريح للسلطة المحلية وجهودها الأمنية، مع متابعة السفير الأمريكي الشخصية لمستجدات المحافظة والتواصل المستمر مع المحافظ لضمان التنسيق والتشاور. هذا الدعم يشكل رسالة واضحة بأن الولايات المتحدة تراقب الوضع عن كثب، ولن تسمح بمزاعم وجود الحوثيين أو الإيرانيين أو تنظيمات إرهابية أخرى داخل حضرموت كذرائع للتدخل العسكري من قبل المجلس الانتقالي. البيان الأمريكي يبرز أهمية احترام مطالب الحكم الذاتي لحضرموت والتحكم بثروات المحافظة، ويؤكد أن واشنطن تحارب الانقلاب الحوثي بلا هوادة لتعزيز الاستقرار والأمن في المنطقة.

  • حكم ذاتي لحضرموت والتحكم بثروات المحافظة مطلب مشروع يستند إلى الشرعية الدستورية
  • ردود الأفعال الرسمية تتفاوت بين دعم وتحدٍ لهذه المطالب
  • التهديدات الأمنية ينبغي التعامل معها بحكمة وليس بالقوة المفرطة
  • الدعم الأمريكي يعزز موقف السلطة المحلية في حضرموت ويقلل من تأثير الأطراف المعادية
الطرف الموقف من حكم ذاتي لحضرموت والتحكم بثروات المحافظة
الرئيس رشاد العليمي دعم وحث على نجاح المشروع كحق دستوري
عيدروس الزبيدي موقف متشكك ومثير للغضب بكلام مستفز حول الموارد
فضل الجعيدي تصريحات مستفزة حول وجود تهديدات داخلية
السفارة الأمريكية دعم مطلق للسلطة المحلية ورفض التهديدات العسكرية