«همس الطبيعة» تغيرات الطقس في مصر هل أمطار الجنوب المفاجئة تفسر السر؟

احتمالية الأمطار الرعدية على أقصى الجنوب حتى أسوان بسبب الهواء الهابط والمنخفضات الجوية باتت محور متابعة دقيقة خلال هذه الأيام، إذ تشهد مناطق الجنوب تغيرات غير معتادة في حالة الطقس رغم دخول منتصف يوليو، الذي يُعد ذروة فصل الصيف، حيث تظهر خرائط الهيئة العامة للأرصاد الجوية سقوط أمطار متفاوتة بين الخفيفة والمتوسطة رعدية أحيانًا في مناطق عدة بأقصى جنوب البلاد، ما يُعرف محليًا بـ”أمطار الصيف”، ظاهرة جديدة نسبيًا في هذا التوقيت من العام.

أمطار الصيف في أقصى الجنوب وتأثيرها على حالة الطقس ودرجات الحرارة

تُفسر احتمالية الأمطار الرعدية على أقصى الجنوب حتى أسوان بسبب الهواء الهابط والمنخفضات الجوية بظاهرة لافتة ظهرت خلال السنوات الأخيرة، حيث تعاني مناطق جنوب الصعيد الممتدة من حلايب وشلاتين إلى أبو سمبل وأسوان من أمطار صيفية غير معتادة في منتصف الفصل الحار، وهو ما أكدته الدكتورة منار غانم، عضو المركز الإعلامي بالهيئة العامة للأرصاد الجوية، مشيرة إلى أن هذه الأمطار تلعب دورًا مهمًا في تخفيف حرارة الجو المحلية مؤقتًا وإضفاء برودة نسبية في أجواء الصيف الحارقة. تترافق هذه الأمطار مع ظروف جوية تتطلب فهمًا معمقًا للظواهر المتصلة بها، خاصةً تأثيرات الهواء الهابط والمنخفضات الجوية التي تبرز مدى تأثير التغير المناخي على أنماط الطقس اليومية في هذه المناطق.

الفاصل المداري ودوره الأساسي في احتمالية الأمطار الرعدية على أقصى الجنوب حتى أسوان

يمثل الفاصل المداري أو الحزام المداري منطقة حيوية في تفسير ظاهرة الأمطار الرعدية، إذ يلتقي فيه الهواء الرطب الدافئ القادم من الجنوب بالهواء الجاف البارد القادم من الشمال، ويتواجد هذا الحزام فوق شمال السودان وجنوب مصر، ما يخلق بيئة مثالية لتكوّن منخفضات جوية محلية تنتج سحبًا ركامية ممطرة ورعدية تؤثر على منابع النيل. أوضحت الدكتورة منار غانم أن هذا التفاعل بين الكتل الهوائية يزداد تأثره بالاحترار السطحي الذي يساعد على نمو السحب الركامية، معززا احتمالية الأمطار الرعدية على أقصى الجنوب حتى أسوان بسبب الهواء الهابط والمنخفضات الجوية، حيث تتصاعد السحب الرعدية وتنتج أمطارًا متفاوتة وقد تصحبها رعود، كما تسهم الرياح الهابطة الصادرة عن هذه السحب في إثارة الرمال والأتربة، مما يزيد من حالة عدم الاستقرار الجوي ويخلق أجواء من التذبذب في الطقس خلال موسم الأمطار الصيفية.

قراءة محدثة لخرائط الأمطار وارتفاع درجات الحرارة في أقصى الجنوب وأسوان

تؤكد آخر خرائط النماذج الجوية الصادرة عن الهيئة العامة للأرصاد الجوية احتمالية سقوط أمطار متفاوتة الشدة، من خفيفة إلى متوسطة مع ظهور نشاط رعدي أحيانًا، خاصة مساءً في مناطق متفرقة مثل أبو سمبل، حلايب، وشلاتين، وقد تمتد إلى أسوان وجنوب سيناء بشكل متقطع. كما تظهر سحب منخفضة ومتوسطة في شمال البلاد تمتد حتى القاهرة الكبرى وشمال الصعيد، ويرافق هذه الأمطار نشاط رياح مهيجة للرمال والأتربة، نتيجة الهواء الهابط المنبعث من أسفل السحب الرعدية، ما يزيد من ضعف الاستقرار الجوي. على صعيد آخر، تسجل درجات الحرارة ارتفاعًا ملحوظًا كما هو موضح في الجدول التالي:

وتشير التغيرات المناخية إلى تكاثر السحب المنخفضة والمتوسطة والركامية فوق جنوب البلاد، مع توقعات لهطول أمطار خفيفة إلى متوسطة قد تكون رعدية في أبو سمبل، حلايب، وشلاتين، مع نشاط للرياح المثيرة للأتربة، إضافة إلى فرص أمطار متقطعة على أسوان وجنوب سيناء مساءً. هذه التطورات الجوية عكست حالة من عدم الاستقرار تمتد من أقصى الجنوب حتى شمال البلاد، تتزامن مع رياح تزيد الإحساس بدرجات الحرارة الحقيقية بسبب ارتفاع الغبار والعوامل الجوية المتعددة التي تؤثر على الطقس خلال هذه الأيام.

• مراقبة مستمرة لخرائط الأمطار والرصد الدوري للطقس في الجنوب
• فهم تأثير الفاصل المداري في تحفيز تكوّن السحب الركامية
• الاستعداد لنوبات من عدم الاستقرار الجوي المصاحبة للعواصف الرعدية
• متابعة درجات الحرارة وتأثيراتها على تبخر المياه وتكون السحب