«بوابة واعدة» الفرص في اليمن كيف تستغلها لتحقيق نجاح مضمون

السلام لليمن هو هدفٌ نبيل يتوجب التمسك به رغم صعوبة تحقيقه في ظل استمرار التعقيدات والمقاومة المسلحة، فالأمل بالسلام يبقى ثابتا وضرورة ملحة لوقف خسائر اليمن البشرية والتنموية التي تتفاقم يوماً بعد يوم.

السلام لليمن وأهمية تعزيز الحل السياسي

يتفهم الكثيرون استغرابهم من استمرار الدعوات لدعم السلام في اليمن، خاصة حين يعتبر البعض أن الحسم العسكري هو الطريق الأقصر لحل الأزمة، وهذا الرأي ينشأ من خلفيات فكرية مختلفة وأحياناً من إدراك واقع تغلب لغة السلاح على أي دعوات أخرى؛ فالأطراف التي تحمل المسؤولية الكبرى عن ما حل باليمن ترفض الحوار وترى أن لغة المدافع وحدها مقبولة، حيث يفرض القوي سلطته على الأرض دون اعتبار للأخلاق أو للمعرفة. هذا العنف المرفوض، المدعوم بأجندات دولية متشابكة، أضاع فرص تنفيذ الاتفاقات والمواثيق المتعددة، كما يؤكد عضو مجلس القيادة الرئاسي طارق محمد عبد الله صالح، الذي عايش الأحداث منذ 2010 وخصوصاً استشهاد نجل رئيس الأركان على يد الحوثيين.

الواقع هذا أدى إلى تراجع فرص السلام لليمن بشكل كبير؛ رغم أن دولاً صديقة ومراقبين يصرون على أن الحل السياسي هو الأنسب، وأنه لا يمكن تجاوز هذه المرحلة مهما طال الانتظار، مع استمرار تحضيرات الحرب، وهو ما يحتم مواكبة جهود تعزيز أجواء السلام وتقليل الفرص الضائعة في ميادين الحياة المختلفة وعدم إغفالها.

تكلفة الفرص الضائعة وأثر الحرب على التنمية في اليمن

تتوقف فرص السلام لليمن ليس فقط على وقف إطلاق النار، بل وأيضاً على فهم الأثر الاقتصادي والاجتماعي الكبير للحرب التي تُعدّ من أكبر العوائق أمام تقدم البلاد، حيث أن حساب تكلفة الفرص الضائعة يوضح حجم الخسائر التي لم يُحسبها المهتمون بتكاليف الحرب المباشرة؛ فلو تم توجيه موارد الحرب إلى مشاريع تنموية لكنا شهدنا:

  • بناء مدارس تمنح الأجيال القادمة فرصة تعليم أفضل
  • رصف طرق لتحسين شبكة المواصلات وتيسير التنقل
  • تنفيذ مشاريع طورت أحوال الناس الاقتصادية والمعيشية
  • ترقيات وظيفية ضاعت بسبب انقطاع المؤسسات وتعثر العمل
  • زيادات في الرواتب مهدورة أدت إلى تفاقم الأوضاع المعيشية

تلك الفرص التي لو استُثمرت بشكل مناسب كانت لتقود اليمن إلى قفزات نوعية، لكنها للأسف رجّعت الواقع إلى الوراء عقودًا، وهو ما أكده أيضاً سفير اليابان لدى اليمن يوئيتشي ناكشيما، مشيراً إلى أن المساعدات التنموية تبقى معطلة حتى يتوقف القتال، ما يحد من إمكانية إنجاز أي تقدم حقيقي على الأرض.

العنصر الأثر المحتمل لو لم تكن هناك حرب
عدد المدارس زيادة كبيرة في البنى التعليمية
الطرق المعبدة تحسين شبكات النقل والمواصلات
المشاريع التنموية تطوير وتحسين مستوى المعيشة

دور البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن في تقليل فرص ضياع السلام

في ظل هذه المعطيات الصعبة، يبقى البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن بمثابة منارة أمل تسلط الضوء على أن فرص السلام لليمن ليست ضائعة بالكامل، بل يمكن اقتناصها من خلال مشروعات تنموية واعية وفعّالة. يعكس استمرار هذا البرنامج في دعم الاحتياجات الحيوية والتنمويّة لليمن حقيقة أن تنمية البلاد تقلل من فرص الضياع وتدعم الاستقرار المستقبلي.

هذا البرنامج يحقق عدة مكاسب مشتركة تخدم كل الأطراف، ويظهر أن البناء والإعمار قادران على التقدم وضمان السلام الدائم، ما يقلل من فرص التشكيك في جدوى الدعوة للسلام. إن استمرار مثل هذه المبادرات يعزز من أجواء الحوار والتفاهم، ويقطع الطريق على كل محاولات التشويش والتقليل من قيمة السلام لليمن.

يبقى السلام لليمن هدفاً سامياً يحتاج إلى صبر وعزيمة، ليس فقط بالكلمة، بل بالإرادة الحقيقية على الأرض لتقليل فرص ضياع الفرص والانتهاء من سنوات العنف، في خطوة نحو وطن أفضل يحقق لشعبه العيش الكريم والتنمية المستدامة