«حقائق غامضة» قضية أوبلوسان ريس الحكومة تكشف عن أخطاء مؤثرة في التحقيق

أرز أوبلوسان أصبح ظاهرة مقلقة في السوق الإندونيسي، حيث تشير التقارير إلى أن 80% من الأرز الممتاز المتداول يحتوي على أنواع منخفضة الجودة مختلطة بطريقة غير قانونية؛ مما أثار غضب الجمهور ودفعت الحكومة للكشف عن 212 علامة تجارية مشبوهة ضمن أبحاث جودة الأرز المنتجة في أكبر عشر مقاطعات.

التحقيق في أزمة أرز أوبلوسان وتأثيرها على جودة الأرز الممتاز

أصبح أرز أوبلوسان قضية حساسة في إندونيسيا بعد إعلان وزارة الزراعة عن اختبارات جودة شملت 268 عينة من الأرز في الفترة ما بين 6 و23 يونيو 2025، شملت أكبر عشر مناطق منتجة للأرز في البلاد؛ حيث وجد أن 212 علامة تجارية لا تلتزم بمعايير الجودة والسعر والوزن. وأظهرت النتائج أن 85.56% من عينات الأرز الممتاز لا تفي بمواصفات الجودة الوطنية المعتمدة، بينما تجاوز 59.78% منها الأسعار القصوى المحددة للبيع بالتجزئة، كما أن 78.14% لم تتطابق أوزان التعبئة مع الوزن الفعلي الحقيقي الذي كان أقل عند 21.66% من العينة.

وأشارت الوزارة كذلك إلى أن 88.24% من الأرز المتوسط لم يحقق معايير الجودة وفق المواصفات، وتم بيع 95.12% منه بأسعار تتجاوز السعر الأقصى المسموح به، بالإضافة إلى 9.38% حيث كان الوزن الفعلي أقل من المثبت على العبوة. كما تم تسويق هذا الأرز الملوث بأساليب غير شرعية في مناطق مثل بوغور وتانجيرانج وسيرانج ومدينة سيليغون، مما ينذر بوجود شبكة واسعة من التلاعب.

الأسباب الاقتصادية والدعوات إلى إصلاح سياسة أرز أوبلوسان

أوضح وزير الزراعة، أندي عمران سليمان، أن ظاهرة أرز أوبلوسان ارتفعت مع حدوث تشوه في أسعار الأرز على مستوى السوق، حيث انخفضت الأسعار عند مراحل الزراعة والطحن لكنها ارتفعت عند المستهلكين، رغم وجود فائض في الإنتاج يقدر بثلاثة ملايين طن، أي بنسبة زيادة 14% عن العام السابق حسب وكالة الإحصاء المركزية (BPS). وأكد أن هذا التناقض أدى إلى خسائر مجتمعية هائلة تقدر بـ 99.35 تريليون روبية إندونيسية سنوياً، ويمكن أن تصل إلى نحو 1000 تريليون روبية خلال عقد كامل.

وعلى صعيد متصل، أشارت بهيما يودهيستيرا، المديرة التنفيذية لمركز الدراسات الاقتصادية والقانونية (CeliOS)، إلى أن ممارسات التلاعب في أرز أوبلوسان ليست ظاهرة جديدة، بل تتكرر مع كل ارتفاع في أسعار الأرز، مؤكدة أن الجهات الفاعلة في السوق تسعى للحفاظ على هوامش ربح مرتفعة مع الالتزام الظاهري بحدود سعر التجزئة (HET) بسبب ارتفاع أسعار الحبوب الخام (gabah).

وأوضحت بهيما أن سياسة الحكومة بشراء الحبوب بسعر 6500 روبية للكيلوغرام دون مراعاة جودة الحبوب تعد عاملاً محفزاً لهذا الخلط بين الأصناف المختلفة من الأرز، مشيرة إلى أن ضعف الرقابة وتفاوت الأسعار بين الحبوب الجافة المحصودة وسعر البيع تسبب في قيام بعض منتجي الأرز بممارسات غير قانونية.

التحديات التنظيمية والاقتراحات لتحسين سوق أرز أوبلوسان في إندونيسيا

أشار مراقب الزراعة في الجمعية الإندونيسية للاقتصاد السياسي (AEPI)، خدوري، إلى وجود خلل كبير في السياسات السعرية بعد انتقال مسؤولية شراء الأرز من الوكالة الوطنية للأغذية (Bapanas) في 2023، حيث زاد سعر شراء الحبوب الجافة (HPP GKP) بنسبة 47% بينما تم رفع سعر التجزئة للأرز المتوسط بنسبة 30% فقط، وللأرز الممتاز بنسبة 16% فقط، مما أدى إلى فجوة غير مبررة بين تكلفة المادة الخام وسعر المنتج النهائي.

ووضح خدوري أن هذا التفاوت أجبر بعض مطاحن الأرز على الإغلاق، كما أثار شكوكاً حول استغلال بعض المنتجين لهذا الخلل لتشغيل أرز أوبلوسان لتحقيق أرباح غير مشروعة. واقترح ضرورة إصلاح قواعد HPP وHET بما يضمن توازن الأسعار ويمنع الجرائم الجماعية في السوق، قائلاً بفحوى أن على الحكومة إجراء مراجعة ذاتية عاجلة لمعالجة هذه الأخطاء.

المستهلكون هم الطرف الأكثر تضرراً من انتشار أرز أوبلوسان، بالنظر إلى أن الأرز يمثل الغذاء الأساسي لمعظم السكان في إندونيسيا؛ لذا، شددت بهيما على أهمية أن تطبق الحكومة عقوبات صارمة على من يخالفون القوانين، قد تشمل إلغاء تراخيص الأعمال وفرض عقوبات جنائية، مع التأكيد على ضرورة معالجة الأسباب الجذرية في سياسات الزراعة من المصدر لتحقيق استقرار في الجودة والأسعار.

نوع الأرز نسبة عدم الالتزام بمعايير الجودة (%) نسبة تجاوز السعر الأقصى (HET) (%) نسبة عدم مطابقة الوزن (%)
الأرز الممتاز 85.56 59.78 21.66
الأرز المتوسط 88.24 95.12 9.38
  • زيادة الرقابة على جودة الأرز وتطبيق العقوبات الصارمة على المخالفين
  • مراجعة سياسة شراء الحبوب من المنبع لمواءمة أسعارها مع أسعار التجزئة
  • تحسين برامج دعم المزارعين لضمان إنتاج أرز عالي الجودة ومستقر السعر
  • تعزيز الشفافية في سوق الأرز ومنع الغش والخلط غير القانوني بين الأصناف