إسرائيل تعيق التعليم في جنين وتحرم آلاف الطلبة من الوصول إلى مدارسهم

مرَّ أكثر من 40 يوما على بدء الفصل الدراسي الثاني في الضفة الغربية، حيث تواجه العملية التعليمية تحديات كبيرة. في غزة، تحاول وزارة التربية إنقاذ العام الدراسي، بينما يعاني طلاب مخيمات شمال الضفة من عدم القدرة على الوصول إلى مدارسهم بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية “السور الحديدي”، التي بدأت أواخر يناير/كانون الثاني وتوسعت لتشمل عدة مناطق.

شلل تام

تعيش مدينة جنين ومخيماتها حالة من الشلل التام في العملية التعليمية. فقد أغلقت مدارس الأونروا أبوابها منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي، مما أثر على قرابة 1700 طالب. وأشار رولاند فريديتش، مدير الأونروا في الضفة الغربية، إلى أن مخيم جنين يعيش حلقة مفرغة من العنف، مما جعله غير صالح للسكن وأدى إلى تعطيل التعليم. كما أجبرت العمليات العسكرية الأهالي على النزوح، مما زاد من صعوبة عودة الطلاب إلى مدارسهم.

مخطط إسرائيلي

يبرز المحافظ كمال أبو الرب أن إسرائيل تسعى إلى تقييد التعليم في جنين، كجزء من مخطط أوسع لشل حياة المواطنين. وقد منع الاحتلال قرابة 15 ألف طالب من الوصول إلى مدارسهم، بالإضافة إلى 6 آلاف طالب جامعي. وأشار أبو الرب إلى أن إسرائيل تستهدف التعليم كوسيلة لإقناع الفلسطينيين بعدم وجود مستقبل لهم. كما تم توثيق حالات اقتحام المدارس وإطلاق الغاز المسيل للدموع عليها، مما زاد من معاناة الطلاب.

محاولات العودة

على الرغم من التحديات، تحاول وزارة التربية والتعليم استئناف العملية التعليمية. قال صادق الخضور، المتحدث باسم الوزارة، إن هناك تزايدا في نسبة “الفاقد التعليمي” بشكل مقلق. وأوضح أن نحو 90 مدرسة في طولكرم وجنين تحولت إلى النظام الإلكتروني، لكنه أكد أن هذا الخيار “غير مجد” في ظل الظروف الراهنة. وتوجد خلافات داخل الحكومة الفلسطينية حول عودة الدوام الوجاهي، حيث تحاول الوزارة إصدار بيان لعودة الدراسة وفق برنامج طوارئ، بينما يعارض المحافظ خشية على سلامة الطلاب.

في النهاية، تبقى العملية التعليمية في جنين ومناطق شمال الضفة الغربية تحت تهديد مستمر من جراء العمليات العسكرية الإسرائيلية، مما يهدد مستقبل آلاف الطلاب ويعمق الأزمة التعليمية في المنطقة.