«ظلال متغيرة» رئيس جهاز مكافحة الإرهاب في أبين يطلب الإعفاء بسبب تحديات وظروف صعبة

الإعلان الرسمي للعميد عبدالرحمن الشنيني عن تقديم طلب إعفاء من منصبه كرئيس جهاز مكافحة الإرهاب في محافظة أبين، أثار جدلاً واسعاً نظراً للأسباب الخاصة التي ذكرها في رسالته والتي تعكس تحديات جسيمة تواجه الجهاز خلال السنوات الخمس الماضية ضمن إطار مكافحة الإرهاب وتأمين المحافظة.

طلب إعفاء العميد عبدالرحمن الشنيني ودوافعه وراء القرار

في خطوة أثارت مفاجأة، أعلن العميد عبدالرحمن الشنيني رئيس جهاز مكافحة الإرهاب في محافظة أبين عن تقديم طلب رسمي لإعفائه من منصبه، موجهاً رسالة إلى اللواء شلال علي شائع رئيس الجهاز الوطني في 25 أبريل 2025، أكد فيها أن الأسباب الخاصة التي دفعته لهذا القرار لا تحتمل التأجيل أو التجاوز. بدأ الشنيني رسالته بتوجيه الشكر العميق للواء شلال على ثقته التي أهّلته لقيادة فرع أبين، مشدداً على جهوده المبذولة بكل “تفانٍ وإخلاص” لتحقيق الأهداف الوطنية في مكافحة الإرهاب والقضاء على عناصر الإجرام التي تهدد أمن المحافظة واستقرارها. لكنه أوضح أن استمرار المسؤوليات مع التحديات المتراكمة أثقل كاهله، مما جعله يختار الانسحاب كخيار لا مفر منه، متمنياً قبول طلب الإعفاء بروح وطنية.

التحديات التي واجهها جهاز مكافحة الإرهاب في أبين خلال سنوات قيادة الشنيني

رسالة العميد الشنيني تبرز نضاله المستمر خلال خمس سنوات من القيادة التي وصفها بالصعبة والمليئة بالتحديات، حيث عمل الجهاز تحت ظروف قاسية افتقدت فيها الإمكانيات المادية والمعنوية، إلى جانب نقصٍ واضح في العتاد العسكري والدعم اللوجستي، ما صعّب عليه أداء مهامه على النحو المنشود. وأكد أن حبه الواضح لوطنه وإخلاصه الكبير لقيادة الجهاز ممثلة باللواء شلال علي شائع، كانا الدافع الأساسي وراء استمراره في العمل رغم الصعاب. أشار كذلك إلى أن إيمانه العميق بأهمية دور الجهاز في حفظ الأمن والاستقرار كان من أهم أسباب صبره على هذه الأوضاع، التي أثقلت المسؤولية وزادت من حجم التضحيات المبذولة.

ماذا يعني طلب إعفاء العميد عبدالرحمن الشنيني لرئاسة جهاز مكافحة الإرهاب في أبين؟

قرار العميد عبدالرحمن الشنيني بتقديم طلب الإعفاء هو خطوة رسمية ونهائية حدد فيها أنه لا نية لديه للتراجع عنه، داعياً قيادة الجهاز لقبول الأمر “بصدر رحب”، ومعبراً عن تقديره الكبير لجميع من تعاونوا معه خلال فترة قيادته. كما حث على تشكيل لجان متخصصة لجرد ملفات عناصر الأمن المقبوض عليهم خلال فترة عمله، مؤكداً أن هؤلاء في عهدة القيادة الجديدة ويجب اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة. يثير هذا القرار تساؤلات حول مستقبل جهاز مكافحة الإرهاب في أبين، خصوصاً في ظل الأوضاع الأمنية المتشابكة، ويطرح الحاجة الملحة لتوفير الدعم والموارد الكافية للجهاز لأداء مهامه بفعالية. من المتوقع أن يرد اللواء شلال علي شائع رسمياً حفظاً للاستقرار، وقد يشمل الرد تقييم شامل للوضع واتخاذ القرار الأمثل بشأن طلب الإعفاء.

• الأسباب الخاصة التي أدت إلى تقديم طلب الإعفاء
• الظروف الصعبة وغياب الدعم اللوجستي والعتاد العسكري
• حاجة الجهاز لمساندة أكبر لتعزيز القدرات الأمنية
• دور قيادة الجهاز الوطنية في معالجة الوضع المتوقع

قراءة بين السطور: تحليل أسباب طلب إعفاء العميد عبدالرحمن الشنيني من منصبه

تشير الرسالة إلى “أسباب خاصة” وراء تقديم طلب الإعفاء، مما أثار تكهنات حول ما إذا كان القرار شخصياً أو مرتبطاً بدوافع سياسية وإدارية. يرى البعض أن ضعف الدعم والإمكانيات المتوافرة للجهاز كان عاملاً رئيسياً مؤثراً، إضافة إلى الضغوط النفسية والجسدية التي رافقت العمل في بيئة أمنية معقدة لم تترك مجالاً للراحة أو الاستقرار. هذه العوامل مجتمعة قد تكون دفعت الشنيني إلى اتخاذ هذه الخطوة الحاسمة، والتي تعكس واقعاً مريراً يعيشه جهاز مكافحة الإرهاب في أبين. مع ذلك، يظل احترامه الكبير للوطن ورغبته في الحفاظ على استقرار الجهاز حاضرين في كلماته، مما يعكس وعيه الوطني ومسؤوليته العالية.

يرتبط القرار بصورة عامة بسياق أمني متشابك في اليمن، حيث تعكس هذه الخطوة تحديات كبيرة تواجه الجهات الأمنية في مواجهتها الإرهاب ضمن بيئة متقلبة. وتبقى الراهنة الأمنية في أبين بانتظار ما ستؤول إليه التطورات، مع توقعات بأن يتم تناول الأمر بتوازن وحكمة من قبل القيادة الوطنية لضمان استمرار العمل الأمني المنظم.

يمضي العميد الشنيني بثقة في إرثه الوطني، محتفظاً بعلاقات طيبة مع زملائه ورجال الجهاز، مثبتاً أن تجربته لن تنتهي بانتهاء منصبه، بل ستظل شاهداً على التزامه الراسخ واعتزازه بما قدمه رغم كل الظروف. هذه المرحلة الجديدة من الجهاز ستكون درساً للتحديات والصراعات التي تحتاج لدعم أكبر واهتمام مستمر لكي يتحقق الأمن والاستقرار المطلوبان في محافظة أبين.