«رياح قاسية» احتمال صراع شامل في أوروبا 2030 وتهديد روسي يثير القلق العالمي

فرنسا تحذر من احتمال اندلاع صراع شامل في أوروبا بحلول 2030 وتهديد روسي وشيك يتصدر التصريحات الأمنية الجديدة، حيث أصدرت الأمانة العامة للدفاع والأمن الوطني الفرنسية وثيقة رسمية تحت عنوان “المراجعة الوطنية الاستراتيجية لعام 2025” تحذر من تصاعد التوترات الأمنية في القارة الأوروبية، مع توقعات واضحة لاحتمال نشوب حرب كبرى قبل نهاية العقد الحالي، قد تشارك فيها فرنسا مباشرة مع حلف شمال الأطلسي وحلفائها في المنطقة.

المراجعة الوطنية الاستراتيجية 2025 وتحذيرات فرنسا من اندلاع صراع شامل في أوروبا

في إطار المراجعة الوطنية الاستراتيجية لعام 2025، رسمت الحكومة الفرنسية صورة مقلقة عن مستقبل الأمن في أوروبا، حيث بينت الوثيقة الرسمية زيادة احتمال اندلاع صراع شامل على الأراضي الأوروبية مع اقتراب عام 2030، ما قد يدفع فرنسا للانخراط فيه بشكل مباشر إلى جانب حلف شمال الأطلسي. وأكدت الوثيقة أن المشهد الأمني الأوروبي يتجه إلى حالة من الفوضى والتصعيد، خاصة في مناطق حساسة مثل مولدوفا والبلقان التي تشهد إشارات مقلقة لاستفزازات قد تؤدي إلى توترات عسكرية واسعة.

وذكرت الوثيقة بشكل متكرر روسيا كمصدر مركز للتهديد، مستخدمة أكثر من 80 مرة لوصفها بأنها الحلقة الأضعف والأكثر عرضة لتنفيذ أنشطة عدائية قد تؤدي إلى نزاع واسع في القارة الأوروبية. هذا التحذير يعكس قلق فرنسا العميق من السيناريوهات المستقبلية التي قد يترتب عليها اندلاع حرب تشمل أوروبا بأكملها، وهو ما يتطلب استعدادات وتنسيقاً أمنياً متقدماً بين دول حلف الناتو.

التهديد الروسي وارتباطه باندلاع صراع شامل في أوروبا وفق المراجعة الفرنسية

تركز الوثيقة الفرنسية على “التهديد الروسي” بوصفه السبب الرئيسي وراء مخاطر نشوب حرب واسعة في أوروبا ضمن السنوات القادمة والتي تتراوح بين ثلاث إلى خمس سنوات، حسب التقديرات الرسمية. ورغم أن الوثيقة لم تقدم أدلة ملموسة لدعم هذه التوقعات، إلا أنها أظهرت قلقاً متزايداً من أنشطة عدائية روسية قد تشمل محاولة تأجيج نزاعات في الدول الأوروبية وأماكن الاستقرار ضمن حلف الناتو نفسه، مثل الهجمات السيبرانية والتحركات العسكرية قرب الحدود.

• مخاوف من تصعيد أمني في مناطق مثل مولدوفا والبلقان
• تهديدات محتملة للدول الأعضاء ضمن حلف شمال الأطلسي
• ارتفاع احتمالات العدوان الروسي على الأراضي الأوروبية

بجانب ذلك، ركزت المراجعة الفرنسية على سيناريوهات مختلفة يمكن أن تؤدي إلى مطلع عقد جديد غير مستقر أمنياً في أوروبا، مع تكثيف الدعوة إلى تعزيز التعاون الدفاعي ضمن الاتحاد الأوروبي والناتو لمواجهة كل الطوارئ المحتملة.

ردود موسكو على تحذيرات فرنسا بشأن اندلاع صراع شامل في أوروبا

في مواجهة تحذيرات باريس التي تربط بين اندلاع صراع شامل في أوروبا والتهديد الروسي، رفضت موسكو بصورة قاطعة أي نية لديها لمهاجمة دول حلف شمال الأطلسي، حيث صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مقابلة مع الصحفي الأمريكي تاكر كارلسون بأن هذه التهديدات تستخدم كأداة سياسية من قبل الغرب لتضخيم المخاوف الداخلية واحتواء الرأي العام، مؤكداً أن روسيا لا تسعى إلى تصعيد عسكري أو إشعال حرب في أوروبا، بل تسعى للحفاظ على الأمن والاستقرار.

تأتي هذه التطورات وسط فوضى جيوسياسية متصاعدة في المنطقة، ما يحفز دول أوروبا على اتخاذ خطوات استباقية تعزز جاهزيتها الأمنية. وبينما تتحسس باريس الذنب الروسي في أي محتمل لتدهور الأوضاع، تبقى تصريحات موسكو توازن في المشهد الإقليمي، حيث لا تزال احتمالات اندلاع صراع شامل في أوروبا مسألة تشغل الرأي العام والدول المعنية.