«أسرار مظلمة» انفجارات غامضة تهز إيران بعد وقف الحرب مع إسرائيل ما القصة؟

الانفجارات الغامضة في المدن الإيرانية أثارت جدلاً واسعًا بعد إعلان وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، خصوصًا مع تكرار هذه الحوادث وتنوع مواقعها بين كرمانشاه وطهران ومشهد ومدن أخرى؛ حيث ربطت السلطات بعضها بتسرب غاز أو انفجار ذخائر غير منفجرة، لكن التوقيت والتكرار أثارا الكثير من التساؤلات حول الأسباب الحقيقية وراء هذه الانفجارات الغامضة في إيران.

تسلسل الأحداث المتكرر للانفجارات الغامضة في إيران

شهدت مدن إيرانية عدة انفجارات غامضة ومتفرقة خلال الفترة ما بين 23 يونيو و14 يوليو، تزامنت مع هدوء نسبي في التصعيد العسكري بين طهران وتل أبيب؛ ففي 23 يونيو وقع انفجار في حي “كرناجي” بمدينة كرمانشاه، ووصفت الشرطة الحادث بأنه ناجم عن تسرب غاز، تلاه في 24 يونيو انفجار آخر في شقة بمنطقة “جنت آباد” بطهران تبعته حالة انفجار في “بلوار هدایت” بمدينة مشهد، وأرجعت السلطات الأسباب إلى تسرب الغاز شبيهًا بالانفجار الأول.

أما في 25 يونيو، فقد حدث انفجار وحريق في شقة ببرج “آسمان” بطهران، دون صدور نتائج تحقيق رسمية حتى الآن، ثم في 26 يونيو دوت انفجارات في مدينة دزفول وعزتها الجهات الرسمية إلى تفجير ذخائر إسرائيلية غير منفجرة.

بعد ذلك، في 29 يونيو، شهدت تبريز انفجارات قوية، وأعلن فيلق الحرس الثوري أن السبب يتعلق باستبدال خزان نيتروجين في مصفاة، بينما أشارت لجنة الطوارئ لاحتمال تفجير ذخائر إسرائيلية جديد، ثم في 7 و8 يوليو سُمع دوي انفجارات وأصوات طائرات مقاتلة فوق طهران وكرج، وفسرت السلطات هذه الأحداث كاختبارات للدفاع الجوي وتحليق طائرات صديقة، مع تعرض تبريز لانفجارات جديدة في اليوم التالي بتفسير مشابه.

في 10 يوليو، وقع انفجار في برج “بامجال 9” غرب طهران أدى لإصابة 7 أشخاص، وطالبت السلطات تسرب الغاز كسبب رئيسي، إلا أن شكل البناية أثار علامات استفهام نتيجة تشابهه مع هجمات إسرائيلية سابقة على أهداف نووية. وأخيرًا، في 14 يوليو، شهد حي برديسان قرب قم انفجارًا آخر في مبنى سكني تسبب في إصابة 7 أشخاص، وعزا مدير إدارة الإطفاء السبب إلى تسرب الغاز مع استمرار التحقيقات.

الانفجارات الغامضة في إيران وأبعادها السياسية والأمنية

الانفجارات الغامضة في إيران لم تأتِ في توقيت عادي؛ فالتزامن معها مع فترة هدوء بين إيران وإسرائيل، وحيثية الأحداث التي تعجز التحقيقات الرسمية عن كشف ملابساتها، جعلت محللين ومراقبين يطرحون احتمالات جادة لتدخلات خارجية، قد تكون من خلال عمليات تخريبية تستهدف منشآت استراتيجية وبنية تحتية حساسة، وسط صراع إقليمي مستمر يشهد تصعيدًا عسكريًا متقطعًا.

هذه الانفجارات الغامضة في إيران أثارت تساؤلات حول مدى صدقية التفسيرات الرسمية، خاصة مع تكرار وقوعها في مناطق ذات حساسية أمنية، واقترانها بأصوات طائرات مقاتلة وتحركات عسكرية، ما يعزز فرضيات أن أبعاد هذه الحوادث تمتد لما هو أبعد من مجرد حوادث عرضية كما هو معلن.

تداعيات الانفجارات الغامضة على الوضع الإقليمي ومراقبة الجهات الدولية

في ظل هذه الانفجارات الغامضة في إيران، تتصاعد حالة القلق والرصد من قبل المجتمع الدولي والجهات الإقليمية، إذ تساهم هذه الحوادث في تعقيد المشهد الأمني وتزيد من حساسية الوضع الإقليمي، مما يدفع السلطات الإيرانية إلى محاولة صياغة تبريرات رسمية تهدف إلى تهدئة الأوضاع ومنع تفاقم التوتر.

• تقديم السلطات تفسيرات مرتبطة بتسرب الغاز أو انفجار ذخائر قديمة
• تفادي التصعيد العلني مع إسرائيل في مقابل استمرار المشاكل الأمنية
• تزايد تكهنات المراقبين حول وجود عمليات تخريبية وتقنية عسكرية أجنبية

يبقى تسلسل الانفجارات الغامضة في إيران واقعة محورية تحلق فوقها علامات استفهام كبيرة على خلفية السياسية المعقدة والتوتر المتعدد الأوجه بين طهران وتل أبيب، مع مساءلة مستمرة حول مصداقية الروايات الرسمية ومدى تأثيرها على الاستقرار الإقليمي، في ظل استمرار التحقيقات وعدم صدور نتائج نهائية تحسم هذه القضايا حتى الآن.