«قصة نجاح» حارسة وادي دجلة وداد حسني تصحح نظرة المجتمع للكورة؟

كرة القدم النسائية في مصر لها وجه جديد بفضل لاعبة حراسة المرمى وداد حسني، التي استطاعت أن تغير نظرة المجتمع تجاه مشاركة البنات في هذه الرياضة، وكانت واحدة من أبرز حارسات المرمى في نادي وادي دجلة. تجربتها تمثل رحلة مليئة بالتحديات والنجاحات التي بدأت من الشارع مع والدها، وصولًا إلى تحقيق الإنجازات على المستوى الاحترافي.

رحلة وداد حسني مع كرة القدم النسائية في مصر وكيفية تغيير نظرة المجتمع

بدأت وداد حسني ممارسة كرة القدم بشكل احترافي منذ مرحلة الإعدادية مع والدها، الذي كان يشجعها ويدربها على حراسة المرمى، رغم الصعوبات الاجتماعية التي واجهتها كبنت في مجتمع تقليدي. لعبت مع فريق رأس البر في دمياط، ومن ثم انضمت إلى منتخب مصر عام 2016، حيث تمكّنت من تصحيح المفاهيم الخاطئة التي كانت تقول إن «الكورة مش للبنات»، وذلك من خلال إثبات مهاراتها وقدراتها على أرض الملعب. إن قصة نجاحها تعكس تطور كرة القدم النسائية في مصر ودور اللاعبات اللاتي يكسرن الحواجز الاجتماعية بمهاراتهن والتزامهن بالرياضة.

تجربة وداد حسني في نادي وادي دجلة وأبرز المحطات في مسيرتها الاحترافية

انضمام وداد إلى نادي وادي دجلة في عام 2020 كان نقطة تحول مهمة في مسيرتها، لما يتمتع به النادي من تاريخ في دعم كرة القدم النسائية والسيطرة على البطولات المحلية والقارية. اختارت مركز حراسة المرمى بناءً على رغبة والدها، الذي كان يصر على تدريبها في هذا المركز، ورافقها التزامها الشخصي وتدريباتها المكثفة حتى أصبحت من أهم الحارسات في مصر. من أبرز اللحظات التي تميزت فيها كانت المباراة الحاسمة ضد فريق «مسار» في موسم 2022–2023 التي انتصروا فيها بهدف في الدقيقة الأخيرة، مع تصديها لهجمة مهمة قبل نهاية الشوط الأول.

كما تؤكد وداد أن دعم إدارة وادي دجلة كان جوهريًا في حفظ استقرار الفريق، بما في ذلك توفير التدريب الجيد والبيئة المشجعة للاعبات، حيث صرحت بأن النادي يمتلك منظومة متكاملة بإدارة محترفة لا تقتصر على مجرد أشخاص يديرون فريقًا، بل تعمل على تطوير الفريق وتعزيز قدراته.

الدور القيادي وداد حسني في تطوير كرة القدم النسائية بين مصر والسعودية

تجربة وداد في تدريب فريق سيدات نادي العدالة السعودي لأربعة أشهر جاءت استكمالًا لمسيرتها، حيث استثمرت معرفتها وشهاداتها المتخصصة في مجال التدريب، مما ساعدها على اكتساب خبرات مهمة في الساحة الرياضية خارج مصر. ترى وداد أن كرة القدم النسائية في السعودية تشهد نموًا واضحًا، مع اختلاف في مستوى الخبرة والمهارات مقارنة بالمستوى المصري، حيث ترى أن اللاعبات المصريات يتفوقن من حيث المهارة والتجربة.

تبدي وداد استعدادها للانطلاقة التدريبية الاحترافية خارجيًا، مؤكدة أن تجربتها في السعودية كانت خطوة كبيرة ومهمة في مسيرتها، وقد أضافت لها خبرة معتبرة في مجال التدريب النسائي، وهذا يعكس نظرتها المستقبلية في النهوض بكرة القدم النسائية عبر الحدود.

• بدأت وداد ممارسة كرة القدم مع والدها في الشارع
• وصلت لمنتخب مصر عام 2016 وغيرت نظرة المجتمع عن كرة القدم النسائية
• انضمت إلى نادي وادي دجلة في 2020 وحققت نجاحات محلية وقارية
• شاركت في تدريب فريق نادي العدالة السعودي اكتسابًا للخبرات
• تؤمن بضرورة الاجتهاد والدعم الذاتي لتحقيق النجاح

ولدى وداد أسلوبها الخاص في التعامل مع ضغوط المباريات، فهي تستمد القوة من هتافات الجمهور «يا وداد.. يا وداد»، ولا تسمح لهذه الضغوط أن تؤثر على أدائها، بل تعتبر حراسة المرمى متعة وتحديًا في آنٍ معًا، كما أنها تحافظ على تركيزها قبل المباريات بقراءة آيات قرآنية، مما يساعدها على الاستعداد الذهني.

في حديثها عن الطموحات، تأمل وداد وفريقها في وادي دجلة بالعودة إلى منصات التتويج التي فُقدت مؤخرًا، خاصة مع وجود مدرب مثل أحمد رمضان الذي يعد علامة فارقة في تطوير الفريق. بالنسبة لتطور كرة القدم النسائية في مصر، ترى وداد أن وادي دجلة يقود هذا التحول بشكل فعّال من خلال لاعباته المنتشِرات في أندية الصفوة، إلى جانب كوادر التدريب المتخصصة التي ترفع من مستوى اللعبة.

تختم وداد نصيحتها لأي فتاة تخشى دخول المجال الرياضي بأن تبدأ دون تردد، وأن لا تضيع وقتها لأن المضي وراء الحلم هو السبيل الوحيد لتحقيق النجاح والتفوق، مع تأكيدها على أهمية الإيمان بالذات والاجتهاد والتوكل على الله في كل خطوة من المسيرة الرياضية.