«خفايا ظلم» الدعاية الحوثية وأكاذيبها لتخدير وإخضاع اليمنيين بشكل مدمر

الدعاية والأكاذيب الحوثية تشكل حجر الزاوية في استراتيجية السيطرة على اليمنيين وقمع إرادتهم، حيث يُعتبر التضليل الإعلامي أداة حاسمة في فرض السيطرة على الشعوب وتقييد حريتها، خاصة في الحالة اليمنية. تُجيد العصابة الحوثية استغلال الأكاذيب وترويجها باستمرار لتقديم نفسها كمدافع لا يُقهَر عن فلسطين، الدين، والمقدسات، وأحيانًا عن اليمن واليمنيين من “المؤامرات الخارجية”، مما يعزز سلطتها عبر خلق صورة زائفة لقدرتها على مواجهة قوى عالمية كبرى، فتزداد هيمنتها على الرأي العام وتضعف أية محاولة للشك في قيادتها.

كيف تستخدم الدعاية والأكاذيب الحوثية لتحكم الرأي العام والسيطرة على اليمنيين

تمتلك الجماعة الحوثية قدرة فريدة على توظيف الأكاذيب الدعائية كأداة استثمارية تسير بخطى ثابتة للتحكم في الرأي العام داخل المناطق التي تسيطر عليها؛ فحتى وإن كان غالبية اليمنيين في الداخل والخارج يدركون زيف تصريحاتهم، فإن التكرار المكثف لهذه الأكاذيب عبر وسائل إعلامهم يحقق هدفًا استراتيجيًا مهمًا، إذ يكفي أن يتأثر شريحة بسيطة من اليمنيين لتُصبح السيطرة على المجتمع أيسر وأقوى. يشبه هذا الأمر سيناريو خمسة لصوص مسلحين يقتحمون بنكًا ويحولون العشرات إلى رهائن ينفذون أوامرهم، فقط بحملهم للسلطة الحقيقية التي تمثّلها أسلحتهم.

الأكاذيب الحوثية وتأثيرها على الشرائح الاجتماعية المختلفة في اليمن

المثير في استراتيجية الحوثيين أن خطابهم لا يُوجَّه للنخب المثقفة التي تقلل من قيمة هذه الادعاءات، بل يستهدف بشكل واضح وعمد فئات المجتمع البسيطة والمعزولة عن مصادر المعلومات والحقائق الخارجية، التي تأخذ الكلام على محمل التصديق. عندما يعلن مهدي المشاط أو عبدالملك الحوثي عن إنجازات وهمية مثل إخراج حاملة الطائرات الأمريكية “ترومان” من الخدمة، أو إلغاء المنظومة المغناطيسية التي تحمي قوتين عالميتين كروسيا والصين، أو فرض عقوبات على الشركات الأمريكية، فإن المتلقي لذلك الخطاب هو شريحة اجتماعية محددة تميل لقبول أي شيء يُقال لها، وهذا ينسجم مع الحكمة العربية القديمة “لكل ساقطة لاقطة”، حيث أن تكرار الأكاذيب يولد إحساسًا زائفًا بالعظمة لدى الكثيرين مما يرسخ ولاءً مبنيًا على وهم القوة.

تبرير القمع والاستغلال عبر استراتيجية الأكاذيب الحوثية وحاجة اليمن للتوعية المستمرة

لا تقتصر الأكاذيب الحوثية على تعزيز سلطتهم فقط، بل تمتد لتبرير الاستغلال المنهجي للموارد الوطنية وسرقة اليمنيين بحجج واهية، تحت ذريعة مواجهة القوى الدولية كأمريكا وإسرائيل والتحالفات الغربية. كما تُستخدم هذه الأكاذيب لتبرير القمع والتنكيل بالمخالفين لهم على المستوى الديني والسياسي والعرقي، في مشهد يعيده التاريخ مع كافة الجماعات الإرهابية والأنظمة الدكتاتورية التي اعتمدت على الكذب كركيزة لترسيخ سلطة تخديرية للناس. نجاح هذه الاستراتيجية الفتاكة يرتبط أساسًا بانتشار الجهل، ضعف الوعي، الإحباط، والخوف الذي يدفع البعض للادعاء بالتصديق هربًا من المواجهة. ومواجهة هذه الظاهرة تستوجب تعزيز العمل التوعوي بشكل مستمر لتجنيب المجتمع اليمني الوقوع في فخ “استراتيجية الكذب الحوثية” التي تهدف إلى إخضاعه على المدى البعيد.

  • التضليل المستمر عبر وسائل الإعلام الحوثية
  • التركيز على فئات المجتمع البسيطة والمعزولة
  • استخدام الأكاذيب لتبرير الاستغلال والقمع
  • الحاجة إلى تكثيف الجهود التوعوية والتعليمية